رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
724   مشاهدة  

عتلة التدين وعجلة التطور

رجال الدين
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



أعتاد رجال الدين -حدانا- على مهاجمة العلمانية بكل الوسائل وكلما سنحت لهم فرصة أو وجدوا أن الوقت مناسب.. أو حتى لمجرد إنها جت على بالهم، يمكن كمان بيحصل من باب تمضية وقت الفراغ، زي التريكو والكنفاة وحل الكلمات المتقاطعة.. إلخ.

رجال الدين

الهجوم للهجوم

في كل الأحوال مابيشترطش أن فضيلة المُهاجم يكون فاهم يعني إيه علمانية، أو أيًا كانت الفكرة أو المصطلح أو الشئ اللي بيهاجمه؛ كل المطلوب أنه يزعق ويبدو منفعلًا بشكل مبالغ فيه، وطبعًا يربط هجومه بقمية كبرى لا يجروء حد إنه مايهتمش بيها أو يعلن مدى تفاهتها.. زي أن كرامة الراجل مرهونة بذوق كافة نسوان العائلة في لبسهم.

رجال الدين

أحيانا مش مهم كمان يبقى فاهم هو بيهاجم إيه، فيعمل زي عنتيل الدعوة لما حب يخانق العلمانية فلزق فيها الـopen relationship “العلاقات المفتوحة” كأنها جزء من برنامج بناء العلمانية، مش بس كده.. كمان فسر الـopen relationship إنها threesome “لقاء جنسي ثلاثي”.

تهافت قدملنا نموذج فريد من نوعه لقدرة الإنسان على أرتكاب عِدة أخطاء تحليلية مهولة مبنية على رواسخ من الضحالة المعرفية والسذاجة الفكرية.. كل ده في حدود 280 حرف شاملين علامات الترقيم والمسافات.

رجال الدين

الطريف أن التهافت ده قايم برضك على فهم خاطئ، فالعلمانية مش هدفها إلغاء الدين.. زي ما الناس دي بتردد دايمًا، إنما هدف العلمانية هو تنحية الدين “أي دين” عن تصدر الحياة العامة وقصر دوره داخل دور العبادة.. وتحديده في كونه علاقة رأسية بين الإنسان وربه بدل ما يكون علاقة أفقية بين الإنسان وأي حد فايت من جنبه.

أهداف العلمانية

هدف العلمانية الرئيسي من تنحية الدين من الحياة العامة هو ضمان المساواة بين كل المواطنين. فمثلًا لو افترضنا أن فيه أتنين جيران.. الأول بيعبد الشمس والتاني بيعبد جلدة الحنفية، الدولة العلمانية مالهاش فيه.. بتوفر لكل واحد مكان للعبادة وبتضمن حقه في ممارسة شعائره “شرط إنها ماتكونش مؤذية لحد تاني”، إنما الدولة الدينية فهتختار لنفسها دين حد فيهم فأوتوماتيك هتعتبر التاني كافر (بطبيعة أي دين).. فأوتوماتيك هيتحول المؤمن بدين الدولة لمواطن درجة أولى وهيتسخط الكافر بدين الدولة لمواطن فرز تاني.

الهدف التاني هو تسهيل حياة البشر وتوفير أختيارات أكتر ورؤية أوسع لكل إنسان، زي الخبر المنتشر من كام يوم عن نجاح أول عملية زرع كلية خنزير في جسم إنسان، أمريكا بوصفها دولة علمانية ماحدش ناقش أصحاب الفكرة ولا فريق العمل في مسألة حلال وحرام، الناس فكرت وأبدعت.. جربت وطورت.. ونجحت، وقدموا للبشرية حل طبي جديد لعلاج مشكلة صحية قاتلة.

المُنجز الطبي ده في ظل السيستم العلماني أصبح أوبشن جديد مطروح قصاد المصابين بأمراض الكلى.. وكل مريض يختار المناسب له، إن كان لأسباب عقائدية أو مادية أو تفضيلية.. إلخ.

زي مينيو المطاعم.. المسلم لا يأكل الخنزير والهندوسي لا يأكل البقر و.. و..، المينيو يضم أكبر قدر ممكن من أنواع الأطعمة.. وكل شخص يسد جوعه بما يتناسب معاه، ومافيش صاحب مطعم هيأكل الزباين بالإكراه أنواع رافضينها لأي سبب في دماغهم.

رجال الدين

العلم في مواجهة التدين

أبرز وأشهر نموذج لرفض العلاج الطبي المتوفر والموت في سبيل الدين قدمته طائفة مسيحية تعرف باسم شهود يهوه، الجماعة دول كُبراتهم فهموا أن الكتاب المقدس بيحرم نقل الدم.. وخلاص قفشت معاهم على كده.. ومن يوم انتشار عملية نقل الدم في بداية القرن العشرين ولحد النهارده وهمه رابطين دماغهم هناك.

القانون الأمريكي النهارده مستقر على أن من حق الناس دي تموت في سبيل تصوراتها عن العالم، ومش من حق أي طبيب يجبرهم على نقل الدم حفاظًا على حياتهم، وخلاص أتعشت على كده. بس لو كانت أمريكا دولة دينية ومتبنية عقيدة شهود يهوه.. تفتكروا كان القانون هيسمح للكفار الموافقين على نقل الدم إنهم ينقذوا حياتهم دلوقتي ويروحوا النار بعدين؟

وهنا تكمن المشكلة.. الدين بطبيعته بيفترض أمتلاك حقائق مطلقة يجب فرضها ع الكل، بوصف أن مصدرها الإله نفسه بالتالي من المفروغ منه إنها تحمل الصلاح للجميع ومخالفتها يسبب الهلاك للجميع.

رجال الدين

التدين عثرة العقول

فيه نقطة تانية مهمة ودقيقة جدًا.. هل فيه طبيب من شهود يهوه عقله عنده القدرة على الوصول لفكرة زي نقل الدم وطرحها على العالم؟، لو ممستصعبين الفكرة تعالوا نبص على المثال الشاخص بين أيدينا حالا… كلية الخنزير.

هل ينفع يكون صاحب الفكرة دي مسلم متدين؟

مجرد نشر الخبر بوصفه منجز علمي/طبي كبير غالبية المسلمين فكروا في نقطة الحلال والحرام، ده مش لإنهم مجانين ولا سطحيين ولا أي حاجة.. إنما ببساطة لإنهم متدينين، أو بمعنى أدق نفوذ الدين في حياتهم عالي جدا.. ومافيش دليل يوضح ده أكتر من إن الموضوع بقى قضية رأي عام فورا وتصدى له رجال الدين أكتر من المتخصصين نفسهم.

YouTube player

فهل شخص بيفكر فالشكل ده وخلال تجاربه ممكن عقله يقترح عليه يجرب كلية خنزير؟، مش هاجزم عشان الناس اللي بتحب النسب، فهاقول: أعتقد أن بنسبة تتجاوز الـ90% الإجابة.. لأ. زي كده اللي عنده فوبيا أماكن مرتفعة.. أكيد مش هيحط في خطط ثرائه أنه ينط بالبراشوت ولا يستمتع بالطيران الشراعي.

عشان مصلحته

من أهم الأهداف، غير المباشرة، اللي بتحققها العلمانية.. هي حماية الأديان، غالبًا حضرتكم مستغربين وبتسألوا هل قريتوا غلط ولا أنا اللي كاتب غلط.

بقى معقولة يا رامي.. العلمانية بتحمي الأديان.

إقرأ أيضا
زمن الكاسيت

رجال الدين

مش أنت سألتني… أنا أقولك أزاي.

نقل الأعضاء والعلاجات عمومًا موضوع طبي بحت، بس لو الدين خرج من محرابه وتصدى له.. تحول لقضية مجتمعية-دينية، زي ما حصل في التمانينيات مع نقل الأعضاء والعناية المركزة.. لما الشعراوي أفتى بحرمتهم، أمر آمن به ناس كتير وكان له أثار كبيرة على صحتهم وحياتهم.. بس الشيخ نفسه لما تعب أتعالج بره ودخل العناية المركزة وعلى ما أذكر زرع قرنية.

هنا هيتحط الدين ككل محل هجوم.. كرد فعل على ما فعله الشيخ الراحل، بعد ما حرم على الناس العلاج باسم الدين.. بس لما هو احتاج نفس العلاج استخدمه عادي جدًا، وهي سقطة كبيرة في تاريخ الشيخ.. وبتستخدم كتير في الهجوم على الكهنوت الإسلامي ككل.

أما في حالتنا الحالية.. وبعد الجدل الديني الداير عن موضوع كلية الخنزير؛ خرج الأزهر علينا عبر بوابته الألكترونية عشان “يحسم الجدل”.. فقالك إنها محرمة بشكل واضح؛ ولكن يسمح باستخدامها فقط في حالة الضرورة القصوى.

رجال الدين

عشان فجأة يتحول الأزهر من منارة الإسلام وقلعة أهل السنة والجماعة إلى منولوجست صاعد بيألش ع الجمهور ويضرب إيفيهات عبثية، فمن المعروف بداهة أن مافيش إنسان بيزرع كلية من باب الفشخرة أو زيادة الخير خيرين.. وحتى لو فكر يعملها مش هيلاقي مكان يعلقها فيه.

العلمانية كانت هتوفر ع الأزهر هذه الفقرة الكوميدية.. لأن رأي رجال الدين مش محل أهتمام المجتمع في القضايا الطبية.. يادوب هي نسبة من المؤمنيين المتدينيين، زي ما كانت هتوفر ع الشعراوي إحراج إنه يقول كلام ويعمل عكسه لما يكون هو المحتاج.

 

إقرأ أيضاً

“الأخ العزيز اللي بيسحبنا معيز “.. عن جريدة كانت تسخر من الحمير و رجال الدين والساسة في مصر

الكاتب

  • رجال الدين رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
1
هاهاها
1
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان