رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
1٬575   مشاهدة  

سيف في فيلم آيس كريم في جليم وأحلامنا التي نقف دائمًا على أبوابها

آيس كريم في جليم


فتاة ترفض واقعها وشاب جاء يتمرد على وضعه الحالي ويصرخ في وجه كل المواريث والتابوهات “انا حر” وأخر يكتب ما يحلو له حتى ولو لم يفهمه الأخرون، صرخة شبابية حقيقية اخرجها خيري بشارة عام 1992 في فيلم آيس كريم في جليم وكأنه يتحدث بلسان جيله ويقول، كفانا سير في ظلال الماضي فنحن خلقنا لنكون كما نريد، ولكن هل يوجد زرياب في واقعنا ليشد على أكتافنا ويعلمنا كيف نسعد بالحياة حتى أخر رشفة من الخمر المغشوش والموت أحرار في حديقة عامة؟

سيف في فيلم آيس كريم في جليم يشبهنا جدًا، فهو أيضًا كان ترس صغير يدور في آلة لتحقيق أحلام غيره، معلق حلمه الشخصي على شماعة الفرصة المنتظرة، يعمل موزع لشرائط الكاسيت، ويسعى في عمله لنشر موسيقى غيره رغم أنه يؤمن تمامًا أنه صاحب موهبة كبيرة، ولكنه مكبل بقيود الالتزامات والفرص –اللعنة على الفرص التي لا تأتينا إلا بعد أن نزهد الأشياء-ولذلك علينا دائمًا أن نصنعها نحن لأنفسنا والا نترك الأمر في يد الزمان.

يحلم سيف بأن يكون “هو” ويقدم ما يؤمن به، متعلق بحب فتاة تشبههُ ظاهرين ولكن هناك فروق كبيرة ما بين الحب والشراكة، من الممكن أن تجد شخص يحبك مثلما كانت بدرية تحب سيف، ولكن الشراكة هي أن يكون حبيبك يدعمك ويلهمك حتى لا تنسى أحلامك وتضيع وسط ضغوطات الحياة وقطار الالتزامات الذي نقضي حياتنا نركض جواره في محاولة لالا يسبقنا.

أنغام وأحمد إبراهيم.. لا تستسلموا لهذه العلاقات

تستمر حياة سيف ما بين محاولات تحقيق الحلم والاصطدام بالواقع حتى يتقابل مع نور الشاعر صاحب الأفكار الثورية التي يجد فيها سيف شريك الحلم، ويبدأ منذ هذه اللحظة ان يرمي كل شيء خلفة ولا يرى غير حلمه، ولكن يتعلق بزرياب الذي يصبح فيلسوفه الشخصي، لتتحول الزنزانة التي تقابل فيها نور وسيف إلى بوابة الأخير على حياته الجديدة، حياة تطلب منه المعافرة والتعب ولكن مقابل المتعة والسعادة.

سيف ونور آيس كريم في جليم

سيف “حر” لا يحاول حتى أن يشبه أحد بال على العكس تزداد نشوتهُ الداخلية كلما ازداد تفرده، وقع في عشق الحرية يعلم جيدًا أن السير وحيدًا افضل بكثير من الارتباط بأحد، يثور على خلفيته وماضيه.

حكاية فيلم السندريلا عن أفغانستان الذي لم ير النور حتى موت أبطال

أشعر بالانتصار الداخلي كلما شاهدت المشهد الأخير لفيلم آيس كريم في جليم، حينما يقوم سيف وفرقته برمي العكاز والنظارات ويعلنوا للجميع أنهم ليسوا من ذوي الاحتياجات الخاصة، بأنهم خدعوا الجميع ليصلوا للحفل ويغنوا أمام الجميع، وكأنهم ينفضون كل رواسب الماضي  ويلقون بعزمهم لحظات الخذلان، وأيضًا ذكريات الأيام التي كانوا يظهرون في هيئة غير هيئتهم ليعلنوا عن أنفسهم ضاربين الأرض بأقدامهم

سيف آيس كريم في جليم

إقرأ أيضا
السلاجقة والحشاشين

استطاع مدحت العدل ومحمد المنسي قنديل أن تكون قصة وسيناريو وحوار فيلم “ايس كريم في جليم لا تشبه سينما الثمانينات والتسعينات وحواراتها التي تعتمد على الكلام الدارج الذي يعبر عن تغير لسان الشارع المصري في هذه الفترة، ولكنهم أبدعوا في أن يكتب حوار كل شخصية في الفيلم بطريقة تعبر عن واقعها بشكل عميق لم يكن يشبه شباب الأجيال السابقة.

خيري بشارة آيس كريم في جليم

ولذلك عبرت كل شخصية في الفيلم عن جزء من روح الشباب من التسعينيات وحتى الآن، فعندما اشاهد الفيلم اشعر ان هناك جزء من روحي وجد في سيف وأخر في بدرية، وأحلامي التي تشبه كلمات نور، وصراعاتي التي كلما فكرت بها اسمع صوت عمرو دياب في الخلفية و”أنا حر اني أطير و أرفرف كلي محبة وشوق وحياة، في شاركوا القاسي المتزخرف أو في شارعنا أنا هصرخ لا”.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
8
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان