كورونا والجيل الخامس … توقفوا عن نشر الشائعات

على مدى الأيام القليلة الماضية ازدادت وتيرة الشائعات والأخبار التي تناولت تقنية 5G وعلاقتها بانتشار مرض كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وروج المؤمنين بنظرية المؤامرة تروج إلى أن هذه التقنية لا تؤثر فقط على انتشار الفيروس، ولكنها السبب في ظهوره من الأساس، وللأسف رغم أن كل هذه الأقاويل لا تستند على أي دليل علمي، إلا أن العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي لا يزالوا يتداولونها بثقة تامة.

ماهي تقنية 5G وأهم خصائصها

ببساطة شديدة، ودون الخوض في تفاصيل تقنية مرهقة، يمكننا تعريف تقنية 5G بأنها الجيل الخامس في عالم الشبكات اللاسلكية الخليوية، وتم تطوير هذه الشبكات الجديدة بهدف زيادة سرعة نقل البيانات بمعدلات تصل على 20 جيجابايت في الثانية الواحدة، وسوف تتمكن شبكات 5G من تحقيق زيادة في معدل نقل البيانات عبر الشبكات نظرًا لزيادة نطاق التردد الخاص بها، ومنذ الإعلان عن بداية طرح تقنية 5G للتجربة تصاعد الجدل حول تأثير ترددات هذه التقنية على المحيطين بأبراج الإرسال، حيث يزداد نطاق المجال الكهرومغناطيسي من 100 كيلوهرتز إلى 300 جيجا هرتز، طبقًا لبعض التقارير.

علاقة تقنية 5G وفيروس كورونا

مع ظهور فيروس كورونا المستجد ظهرت الشائعات التي كان آخرها نظرية غريبة تربط بين الفيروس وبين تقنية 5G، ويدعي أصحاب هذه النظرية أن التقنية الجديدة هي التي تقف وراء ظهور الفيروس من الأساس، على الرغم من الردود القاطعة بعدم وجود أي علاقة بين التقنية وكورونا، والتي كان من بينها رد رسمي من إدارة الصحة العامة في إنجلترا والتي نفت الامر تمامًا، وكذلك جاء في بيانها التي نقلته هيئة الإذاعة البريطانية “أنها لم تجد ثمة “دليلاً دامغًا” على المخاطر الصحية المحتملة والمرتبطة بشبكات الجيل الخامس”.

اقرأ أيضًا
كورونا و الشائعات التاريخية “حقيقة سالوقيه وطبائع البلدان لـ موفق الدين البغدادي”

ورغم تكذيب هذه النظريات، إلا أن هناك عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم مازالوا يدعمون هذه النظرية، بالإضافة إلى نظرية أخرى تتحدث عن قلة الأكسجين في الرئة بسبب الترددات التي تصدرها أبراج 5G والتي قد تعرض الأشخاص للإصابة بالفيروس.

والحقيقة أنني لا أعلم كيف يصدق شخص نظرية تدعي أن موجات كهرومغناطيسية قد تتسبب في تخليق فيروس!! ولكن بما أننا في عام 2020 ولا يزال هناك من يؤمن بان الأرض مسطحة، فلا عجب إذًا من الإيمان بأي نظرية أخرى غير منطقية.

إقرأ أيضا

هنا أفريقيا العدد 13

وللأسف مع انتشار هذه النظرية على نطاق واسع شرع بعض الأشخاص في القيام بأفعال همجية متوهمين أنهم بذلك ينقذون أنفسهم من الفيروس، حيث نشر موقع (الديلي ميل) البريطاني مقطع فيديو يظهر خلاله حريق هائل في أحد أبراج 5G في إنجلترا، وقد قام المواطنون المحليون بإضرام النيران في البرج تعبيراً عن رفضهم لوجوده في حيهم حتى لا ينتشر فيروس كورونا بشكل أكبر، وذلك على الرغم من نشر عدد كبير من البيانات والدراسات التي تنفي وجود أي علاقة بين تقنية 5G وفيروس كورونا المستجد.

ولم تكن نظرية 5G هي الشائعة الواحدة التي صدقها الأشخاص حول العالم عن فيروس كورونا المستجد، فهناك عدد من الشائعات مثل تخليق هذا الفيروس في أحد المعامل كجزء من حرب بيولوجية تقودها أحدى الأنظمة ضد دول عظمة، أو أن تناول الفضة أو الثوم يقي من المرض.

وفي الأخير علينا جميعًا أن نعي خطورة الوضع الذي نعيشه اليوم لمواجهة فيروس يحصد كل يوم آلاف الأرواح حول العالم، فإن لم نكن بشكل شخصي معنيين بإنتاج مصل علاجي، او مشاركة الطواقم الطبية في هذه الحرب، فقد تكون مسؤوليتنا الحقيقية التأكد من أي خبر قبل نشره حتى لا نثير الذعر في قلوب الآخرين فواجبنا الآن الالتزام بالتعليمات للحفاظ على سلامتنا وأرواح الآخرين.