
الفصل العنصري في غزة .. كيف بدأ لصالح الصهاينة قبل ظهور إسرائيل بـ17 سنة

وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تقوم فلسفة الاستيطان الإسرائيلي على نظام الفصل العنصري بشكل عام لكن لم يحدث ذلك عندما قامت إسرائيل عام 1948م، إذ أن الصهاينة قبل ظهور إسرائيل كانت تتم لأجلهم مصالح على حساب العرب في كل فلسطين ومنهم غزة.
بريطانيا وخسة خدمة الصهاينة قبل ظهور إسرائيل على حساب غزة

البحث في أرشيف الصحافة الفلسطينية في ظل حكم الانتداب البريطاني يكشف عن بدء نشوء نظام الفصل العنصري في غزة برعاية إنجليزي، وقد كان الصحفي والمفتي الشيخ عبد الله القلقيلي صاحب جريدة الصراط المستقيم هو أول من تكلم عن ذلك في سنة 1931م.

كانت بلدية غزة في منتصف عام 1931م قد قدمت إلى الحكومة البريطانية التي تحتل فلسطين بطلب وهو تقديم 3 آلاف جنيه لغزة من أجل إنشاء مشروع توزيع المياه.

لكن بريطانيا رفضت طلب بلدية غزة في نفس الوقت الذي منحت فيها الصهاينة بمنطقة تل أبيب مبلغ 75 ألف جنيه، من الضرائب التي تفرضها على الفلسطينيين، ثم منحتهم 7500 جنيه من أجل مشروعاتهم الاستيطانية بها، بالإضافة إلى مبلغ 15 ألف جنيه لإنشاء مسلخ.

لم يفوت الشيخ عبدالله القلقيلي تلك المسألة فكتب مراسل جريدة الصراط المستقيم مقالاً قال فيه « إن النفوذ الصهيوني قد تغلغل في الأوساط الحكومية في لندن وفلسطين لإضباع مطامعهم ونوال أمانيهم في تأسيس الوطن القومي اليهودي، أيتها الصحافة .. هل أتاكِ حديث بلدية غزة ورفض الحكومة إعطاءها 3 آلاف جنيه وهي تكيل الأموال جزافًا لبلدية تل أبيب، هل عَنَّ لكِ أن تناضلي عن حقوق البلديات العربية وتفهمي العالم عسف السلطة المنتدبة وتحيزها الشائن؟».[1]

تفاقم شكل الفصل العنصري في غزة اقتصاديًا سنة 1946م ومنها سعي الحكومة الإنجليزي إلى إصدار قانون من حاكم لواء غزة يمنع مجلس البلدية في التصرف بأكثر من 200 جنيه بعد موافقة حاكم اللواء، وبعد مفاوضات سمح حاكم غزة الإنجليزي بصرف 3 آلاف جنيه لتمهيد الطرق على الرغم أن قيمة تمهيد الطرق في غزة تصل إلى 7 آلاف جنيه، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل اشترط الحاكم الإنجليزي أن يدفع الملاك في غزة 50% من قيمة المبلغ بينما تقوم البلدية بدفع المبلغ الآخر.[2]
اقرأ أيضًا
“ألبوم من 100 سنة” صور نادرة لغزة قبل الاحتلال الصهيوني
بالتالي فإن من أكذب الأشياء التي يتم ترديدها مؤخرًا أن الأحداث في غزة بسبب المقاومة، ويتناسى أصحاب ذلك الرأي واقعًا يتعرض له أهل غزة منذ النكبة وتفاقم بعد النكسة؛ أيضًا يتم تجاهل التاريخ.
[1] مراسل، طوبى لبلدية تل أبيب .. وبلدية غزة متروكة من وجه الحكومة، جريدة الصراط المستقيم (تصدر من يافا)، عدد 561، يوم 19 أكتوبر 1931م، ص1.
[2] محرر، بدعة جديدة لبلدية غزة .. تحديد مصروفات بلدية غزة، جريدة الشعب، عدد 20 ، يوم 4 يناير 1946م، ص2.
الكاتب
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ما هو انطباعك؟





