رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
81   مشاهدة  

خذلان الوقت والساعة

الوقت
  • إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تك…تك..تك

تضع يدها تحت خدها ناظرة للساعة، لا تفهمها، ولكن تتأمل الخطوط  التي تدور داخل هذه العلبة السحرية؛ خط يتحرك ببطء كالسلحفاة، ويرافقه خط أقصر منه يتحرك بشكل أسرع كأرنب يحاول الفوز عليها في متاهة دائرية، ولكن تحب أقصر خط تراه مثلها لا يطيق الانتظار، ويتحرك بسرعة من يحاول نيل حريته.

الآن العقارب تتحرك أسرع وتخذلها، وكذلك الوقت، متى تركت هذا الشاب لا تتذكر بالضبط! …الوقت صارع نفسه وجرى دون مناسبة. متى أصبحت أمًا هو كل ما تتذكره، فالأمومة تجعلها تبتلع حركات  الساعة الخادعة بتعطيلها عن أحلامها ومرورها سريعًا كثعلب ماكر.

وأمها مازالت تراها صغيرة ترعى صغيرة أخرى، ورغم أنها لم تتخلَ عن انتقاددها الدائم، إلا أنها أصبحت تقدر مجهوداتها معها بعد اختبار الأمومة، وتتمنى لو عاشت إلى الأبد هي وانتقادتها معًا.

لم تسعف أمانيها الساعة، ولا تغير الأحلام حقيقة الموت التي اتفق عليها الجميع، فتركتها أمها في منتصف الطريق، وقبل أن تحمل باقي أحفادها. تتغير الأيام، ولا تتغير هي، وتظل عينها معلقة بالحائط، ودقات قلبها تتضطرب من صوت المنبهات وساعة الحائط التي ورثتها عن جدتها، والتي رفضت التخلص منها رغم اعتراض أولادها على صوتها المزعج.

تك تك تك تك.

رغم صوتها العالي، تغفل أمام مسرحية “إنها حقًا عائلة مُحترمة” وتستفيق على صوت الطفل قائلًا:

 قبل ما يضحك عليك يا والدي، ويقولك:

It is too late

تستفيق أكثر على ضحكات أولادها وزوجها من الإفيه، ولا تعلم لم لا يضحكها أبدًا!

العقارب لا تتوقف والوقت يعاندها، وتستمر دقاتها المستمرة بانتظام مع الحياة التي استحالت أن تنتظم معها فترة طويلة، نال منها المرض ولا تعلم من أين جاءت هذه التجاعيد إلى وجهها ومتى!

اقرأ أيضا..زفة عصافيري على شباكي

إقرأ أيضا
احكي يا شهرزاد

 هل سافرت هي الأخرى عبر الزمن مثل الفيلم الذي شاهدته مؤخرًا؟! لا تصدق أن العمر جرى بهذه السرعة، تنظر لعقارب الساعة ولا تفهمها جيدًا إلى الآن.

تفكر في كسر هذا الصندوق المُبهم ربما يخرج من فُتاته تحقيق أمنيات الأعوام الماضية. أو كان وراءه بابًا للعالم الذي تحلم به، أو للعالم للآخر لتقابل أمها وجدتها من وراء ضوء أبيض غامض، ولكن مطمئن للنفس.

 مازالت على محطة انتظار لا تنتهي كما كانت تنتظر أمها بالحضانة  كي تتحرر وتلعب وتملأ الدنيا بالضحكات ثم تتشاجر معها. الآن تحن لهذا الشجار والانتظار الذي كانت تعلم أن نهايته أمان ما، وسئمت صراعات ومشاجرات من نوع آخر، وتنتطر سكون عقارب الساعة، أو توقف المشاجرات.

الكاتب

  • الوقت إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان