همتك نعدل الكفة
708   مشاهدة  

لعنة الفراعنة أم بركات المتصوفة.. حراس المعابد حكايات وروايات

حراس المعابد
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



ألغاز و حكاوي خارقة للعوالم الأخرى المرتبطة بالموت .. البعث ..الخلود رسخت في أذهان عاشقي الحضارة المصرية، من باحثين وزائرين، إلا أن أمواج تلك الألغاز والأساطير تنبعث من عيون حراس المعابد بشكل آخر، شكل يجمع الفلكلور الشعبي من رحمات وبركات المتصوفة من جانب ومن جانب آخر لعنات الفراعنة لتجد نفسك في متاهة ممتعة أو لوحة سيريالية محيرة .

هنا مصر

يجلس حارس المعبد أو حارس منطقة سقارة العم “شكري”، بين أصالة تاريخ وعظمة بلادنا وحضارتنا المصرية يرتدي الزي التقليدي من عِمَامَة بيضاء وجلباب فلاحي أصيل، و إلى جواره حارسين آخرين يرتدون نفس الزي تقريبًا وأمامهم فطار المصريين الأفضل؛ الطعمية الساخنة التي تنبعث منها روائح تجذب السائحين أكثر من الآثار نفسها، وطبق الفول والعيش البلدي ونوع الباذنجان المخلل الذي يفضلونه بنكهة الثوم والخل.

يجلسون وتملأ ضحكات قلوبهم المكان .. وهنا يلتقط السائحين الصور لهم، مشهد طبيعي مؤثر مفعم بالحيوية والنشاط ..أنت هنا بالفعل في مصر في حضرة ـ  سقارة ـ  كل شيء حولك مصري ملامح مصرية..  أكلات مصرية..  آثار مصرية..  إذًا فلتلقط صورك التذكارية هنا .

بين حراس المعابد 
يروي العم “شكري” صاحب الـ56 عامًا بلهجة مصرية أصيلة تفاصيل عمله في منطقة سقارة فهو يعمل منذ ما يقارب الـ28 عامًا لا ينقطع يومًا عن عمله كأحد حراس المعابد والآثار المصرية بـ سقارة، عاصر ـ حسب قوله ـ  الكثير والكثير من الحفريات والاكتشافات الأثرية المهمة.

ليقطع حديث العم” شكري”  العم “محمد”  الذي قال:  إن الحفريات والبحث العلمي هما السبيل الوحيد الذي يجلب السياح إلى مصر فمنطقة سقارة بها بعثات كثيرة منها؛ البَعثة الهولندية والألمانية والبلجيكية بالإضافة إلى بعثات الجامعات المصرية، ويتلفت يمينا ويسار ، ويقول: إن كل تلك الآثار المكتشفة من أهرامات ومنازل ومقابر ملكية تجعل السياحة في ازدهار وجلب المزيد من العملات الصعبة لمصر.

ثم يتحدث عم “شكري ” مرة أخرى فيقول : إن المرتبات لا تكفيهم مطلقًا والسبيل الوحيد للعيش هو “البقشيش” الذي يعطيه “الخوجات” لنا، وقتها نعيش حياة جيدة في ظل الغلاء الذي نحن فيه، فما بالك لو لم يكن هناك سياحة، كل الحراس والعمال وعمال الحفريات يعيشون في فقر مدقع ولعل فترة الثورة وجائحة كورونا هم خير مثال على ذلك.

السياحة والثورة وجائحة كورونا 

في فترة الثورة من 2011 وحتى 2014 كان هناك غياب تام لحركة السياحة وهذا أثر على حركة حياتنا، هناك شلل تام في كل شيء، وحينما عادت حركة السياحة نوعًا ما فيما ب قبل الثورة اجتاحت  كورونا العالم وعاد الأمر مرة أخرى إلى ركود تام، حتى زالت الغمة وعادت حركة السياحة بنشاط مرة أخرى.

بين لعنة الفراعنة وبركات المتصوفة 

نسمع أصوات ليلا ولكن لا نخشاها فحراس الجبل يحموننا، تلك الكلمات التي يملأها اليقين يتلوها علينا العم شكري كبير الحراس في المنطقة، فهو يقول نسمع أصوات غريبة ليلا تخرج من أماكن الحفريات في المناطق وأوقات لا نهتم بها.

إقرأ أيضا
أومامي

ويضيف العم محمد نحن من سكان أبو صير كنا نسمع عن حكايات لعنة الفراعنة قبل أن نعمل هنا، ولكن حكايات أولياء الله الصالحين مثل سيدي “خضير” وسيدي “همام” كانت الأكثر شهرة فهم يحمون سكان المنطقة من لعنات الفراعنة، تلك اللعنات التي تصاب بها المنطقة مع كل حفر جديد أو اكتشاف لمقبرة أو تابوت به جثمان أحد الملوك .

ليقاطعه العم “شكري ” بضحكة ماكرة، قائلًا:”  محمد ” يخاف نوعا ما خاصة في الليل فنحن نقضي ١٥ يوما نهارًا ومثلهم ليلا، نسمع أصوات تشبه الصرخات لكن نعلم أن مقام سيدي خضير على حافَة الجبل يحمينا لا محالة.

أنهينا الفطار وحكاوي اللعنات وأساطير الصوفية، وولايتهم وبركاتهم وانطلقنا صوب مقبرة يدخلها فوج روسي نستكشف ما بها من أثريات وجداريات وسط ضحكات حراس المعابد ومرشدي السائحين المفعمة بالأمل والنشاط.

الكاتب

  • حراس المعابد مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان