رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
244   مشاهدة  

معجنات وكلب ضال.. أسباب تافهة وسخيفة قامت بسببها حروب عظيمة

حروب عظيمة


أن تقرر دولة ما الهجوم والدخول في حروب عظيمة مع دولة أخرى، فمن الطبيعي أنه سيكون هناك سببًا منطقيًا لشن تلك الحرب، وتحمل تبعاتها المادية والسياسية والعسكرية، ولكن في بعض الأحيان نجد حروب ومعارك قامت لأسباب غير عقلانية أبدًا، وخرجت خارج حدود العقل والمنطق واصبحت مصدر للعجب، والتاريخ مليء بالعشرات من القصص المثيرة، عن حروب عظيمة قامت لأسباب سخيفة للغاية.

  • “حرب بيتريتش”.. كلب ضال أشعل حربًا بين بلغاريا واليونان

حروب عظيمة

واحدة من أغبى المعارك الحربية في التاريخ، وقعت في عشرينات القرن الماضي، تحديدًا في عام 1925م، وقتها كانت العلاقات بين البلغاريين واليونانيين، متوترة للغاية، خاصة بعد نتائج حرب البلقان الثانية، والحرب العالمية الأولى، حيث تم منح مقدونيا لليونان، مما أغضب البلغاريين بشدة، واقاموا معقلًا عسكريًا في بلدة بيتريتش الحدودية، وقد أطلق البعض على هذه البلدة (دولة داخل الدولة)، ولم يكن بمقدور أي كائن يوناني أن يمر من أمام تلك البلدة حتى، ولكن للأسف لا تفهم الكلاب في العلاقات السياسية.

حروب عظيمة

وحدث أن دخل كلب ضال لمنطقة الحدود المتنازع عليها، وذهب أحد الحراس اليونانيون لإحضاره، فقام الجنود البلغاريين بإطلاق الرصاص عليه وعلى الكلب، ومن هنا اشتعل فتيل الحرب، على الرغم من اعتراف السلطات البلغارية بخطئها، واوضحت أن الجنود تصرفوا على نحو خاطئ، ولكن اليونان لم ترضى بذلك البيان، وطالبوا بتعويض مادي، ومعاقبة المخطئين، وأرسلوا قوات مجهزة لبلدة بيتريتش لتنفيذ مطالبهم، وبمجرد وصول الجنود للبلدة بدأ القتال، وتوفي ما يقرب من مائة جندي من كلا الطرفين، وأكثر من خمسين مدني، قبل أن تتدخل عصبة الأمم، وتأمر كلا الجانبين بإيقاف النار، كما أمروا اليونان بسحب قواتها ودفع 45000 جنيه إسترليني كتعويض لأعدائها البلغاريين.

  • حرب المعجنات

حروب عظيمة

ذلك ليس اسم لبرنامج تلفازي عن المطبخ، ولكنها حرب حقيقية وقعت في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، بين دولتي المكسيك وفرنسا، وكان سببها المباشر هو عدم دفع فاتورة تعويض لأحد المخابز، فقامت حربًا عنيفة استمرت لأشهر عدة، وراح ضحيتها أكثر من ثلاثمائة شخص، رغم حصولها على الاستقلال عام 1821م، بعدما انفصلت عن إسبانيا، إلا أن الأوضاع في الجمهورية المكسيكية الجديدة كانت بعيدة كل البعد عن النعيم، كانت مضطربة للغاية، ومليئة بصراعات دامية بين المتمردين والحكومة، وكثيرًا ما كانت تقع أحداث شغب في الشوارع ونهب للأماكن والمحلات التجارية.

اقرأ أيضًا 
الكولونيل سلكوسكي .. كاد الوصول إلى حكم مصر لولا أن قتله كلاب باب النصر

إقرأ أيضا
الجيش الذي لا يُقْهَر

وفي عام 1832م، وقعت إحدى تلك الحوادث في ضاحية طاكوبويا، ونهب المتمردون متجر معجنات يمتلكه خباز فرنسي يُدعى “مونسنيور ريمونتيل”، وقاموا بتدمير المحل تمامًا، فلجأ الخباز الفرنسي المتضرر للسلطات المكسيكية ليحصل على تعويض، ولكنه قابل طلبه بتجاهل تام، فقام برفع شكواه للملك الفرنسي” لويس فيليب”، ولم تكن هذه هي الشكوى الوحيدة التي يتلقاها الملك، حيث قام عشرات من المواطنين الفرنسيين الذين يعيشون في المكسيك، برفع شكاوى لتضررهم من اعمال الشغب، فاضطر الملك للتحرك في النهاية، وطلب من الرئيس المكسيكي “أناستاسيو بوستامينتي”، أن يدفع مبلغ 600 ألف بيزو كتعويض لفرنسا، لتتمكن من تعويض مواطنيها المتضررين، ولكن الرئيس المكسيكي تجاهل مطلبه، فما كان من نظيره الفرنسي إلا أن يأمر القوات البحرية بإغلاق جميع موانئ المكسيك الأطلسية، ومن هنا اشتعلت الحرب، التي استمرت شهور طويلة قرابة العام تقريبًا، وانتهت بتوقيع معاهدة سلام بين الطرفين، ودفعت المكسيك التعويضات المطلوبة.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان