أولجا من كييف..الحاكمة التي انتقمت بوحشية من قتلة زوجها – وأصبحت قديسة

عندما وصلت الأخبار إلى الأميرة أولجا من كييف بأن قبيلة مجاورة قتلت زوجها الأمير إيجور، تعهدت بالانتقام. في عام 945، سافر إيجور، حاكم كييف روس فيما يعرف اليوم بأوكرانيا وبيلاروسيا وروسيا، إلى أطراف إمبراطوريته. توقفت قبيلة محلية تُعرف باسم الدريفليان عن الطاعة. طالب إيجور بمعرفة السبب.

ردًا على ذلك، استولى الدريفليان على إيجور وعرضوه لشكل مروع من التعذيب. على مدى السنوات 15 القادمة، كانت أولجا تقضي كل دقيقة يقظة تقريبًا في العمل على تدمير قبيلة الدريفليان. ثم، في عام 1547، أطلقت عليها الكنيسة الأرثوذكسية الروسية لقب قديسة، واليوم، لا تزال شفيعة أوكرانيا للأرامل.

كيف أصبحت أولجا وصية على كييف روس

ولدت أولجا من كييف حوالي عام 900 ميلاديًا في ما يعرف اليوم بسكوف، روسيا، بالقرب من الحدود مع إستونيا. لكن في ذلك الوقت، كانت المدينة جزءًا من إمبراطورية فايكنج الداخلية الواسعة المعروفة باسم كييف روس. كانت أولجا نفسها تنحدر من الفايكنج الأوائل الذين استقروا في الإمبراطورية، ولم تكن أكبر من 15 عامًا عندما تزوجت من الأمير الأكبر إيجور الأول، حاكم كييف روس.

قبل جيل، عزز والد إيجور بالتبني، الأمير أوليج، السلطة وأنشأ عاصمة جديدة لكييف. لكن كانت هناك قبيلة واحدة لم يستطع السيطرة عليها بالكامل: الدريفليان. مع هويتهم وأهدافهم، غالبًا ما انحاز الدريفليان إلى كييف روس في حروب مع الإمبراطورية البيزنطية وأشادوا بأوليج. لكن عندما توفي سنة 945 ميلادىا، توقفوا عن طاعة الأمير ودفع الضرائب.

عندما ذهب الأمير إيجور إلى عاصمتهم لجمع الضرائب، قتلوه بوحشية. كانوا قد ثنوا شجرتين من البتولا على قدمي الأمير وربطوهما بساقيه. ثم تركوا الأشجار تستقيم مرة أخرى، بالتالي مزقوا جسد الأمير.

لكن قبيلة الدريفليان قللت إلى حد كبير من شأن زوجته الأميرة أولجا من كييف. في ذلك الوقت، كانت أولجا تبلغ من العمر حوالي 20 عامًا ولديها ابن يبلغ من العمر ثلاث سنوات، سفياتوسلاف. ولأنه كان أصغر من أن يحكم، أصبحت أولجا وصية على كييف روس.

انتقام أولجا

على الفور، بدأت الأميرة أولجا من كييف بالتآمر ضد قبيلة الدريفليان. وأعداؤها أعطوها فرصة لتدميرهم. بعد قتل زوج أولجا، اقترح الأمير مال من عائلة الدريفليان على أميرة كييف روس. الآن بعد أن كانت أولجا عازبة، اعتقد مال أنه يستطيع إخضاع إقليم كييف روس للسيطرة الدريفليانية من خلال الزواج.

قبل أن يبرد جسد إيغور، أرسل مال عشرين من كبار الشخصيات إلى كييف لإقناع أولجا بالزواج منه. لكن أولجا لم تكن تنوي الزواج من الرجل الذي ساعد في ذبح زوجها. مع ذلك، فإن اقتراح الدريفليان أعطى أولجا فرصة. بدلًا من الرفض التام للاقتراح، رحبت أولجا بالمبعوثين إلى كييف ووعدت باحترامهم. ثم أمرت جنودها بحفر حفرة.

في اليوم التالي، وصل كبار الشخصيات مرتدين أرقى الأردية. قادتهم أولجا إلى حافة الخندق، وألقى بهم جنودها في القاع. بينما كانت أولجا تراقب، دفن جنودها الرجال أحياء. عندما اختنق كبار الشخصيات ببطء، حدقت أولجا بهم من حافة الخندق. وسألت كبار الشخصيات عما إذا أعجبتهم ضيافتها. دعا الرجال المحتضرون إلى أن معاناتهم كانت أسوأ من وفاة إيجور.

لكن أولجا كانت غير راضية.

الجزء الثاني من الخطة

بعد دفن مبعوثي الدريفليان أحياء، خططت أولجا من كييف لعملها الانتقامي التالي. قبل وصول أنباء تعذيب أولجا الوحشي إلى قبيلة الدريفليان، كتبت الأميرة إلى الأمير مال. متظاهرة بأنها لا تزال منفتحة إلى الزواج، طلبت أولجا من مال إرسال أفضل رجاله إلى كييف لمرافقتها إلى الأمير.

مال، الجاهل بغضب أولجا – وحقيقة أنها قتلت بالفعل عشرين من رجاله – أرسل مجموعة من الزعماء المزينين. عندما وصل زعماء الدريفليان، عرضت عليهم أولجا حمامها للانتعاش بعد رحلتهم. لكن عندما دخلوا، أغلقت أولجا الأبواب وأحرقت المبنى بأكمله. لم يهرب أحد حيًا.

ظلت أولجا متعطشة للانتقام، لكن كان عليها أن تتصرف بسرعة.

قبل أن يدرك مال والدريفليان المصير الدموي لكبار الشخصيات والزعماء سافرت أولجا من كييف شمالًا إلى العاصمة الدريفليانية، متجاوزة أنباء عمليات القتل الانتقامية الوحشية. عندما وصلت، أقامت أولجا مأدبة جنازة لزوجها ودعت جنود الدريفليان لإظهار حسن النية. لكن بمجرد أن شرب الدريفليان٬ سحب جنود أولغا المخلصون سيوفهم وذبحوا 5000 رجل.

تدمير العاصمة

في تلك المرحلة، كان الدريفليان يخشون أن أولجا من كييف لن تتوقف حتى تقضي على قبيلتهم بأكملها. لذلك ناشد الناجون أولجا قبول أموالهم والعودة إلى كييف. نظرت أولجا في عرضهم، ثم رفضت. بدلًا من ذلك، حاصرت عاصمتهم لأكثر من عام حتى توسلوا للرحمة. وعندما لم يتمكنوا من تحمل المزيد، أعطتهم أولجا عرضًا للسلام.

قالت أولجا: “أعطنوني ثلاثة حمامات وثلاثة عصافير من كل منزل”. وافق الدريفليان بسرعة، فوجئوا بالثمن الضئيل لدفع ثمن السلام، وجمعوا الطيور. لكن أولجا كان لديها خطة أخرى.

إقرأ أيضا

الكولوسيوم ومدينة طروادة القديمة.. آثار دمرها الغباء والجهل

أعطت أولغا لكل جندي في جيشها حمامة أو عصفور، وأمرتهم بربط قطع قماش صغيرة برجل كل حمامة وعصفور. في تلك الليلة، طلبت أولجا من جنودها إطلاق سراح الطيور. عندما هبطت الطيور مرة أخرى في أعشاشها المصنوعة من القش في منازل الدريفليان، أشعلوا النار فيها.

لم يكن هناك منزل لم يتم حرقه، وكان من المستحيل إخماد النيران، لأن جميع المنازل اشتعلت فيها النيران في وقت واحد. فر الناس من المدينة، وأمرت أولجا جنودها بالقبض عليهم. وهكذا استولت على المدينة وأحرقتها، واستولت على شيوخ المدينة. قسمت أولجا الأسرى. ذبح البعض وباعت الآخرين كعبيد. وسُمح للقلة المحظوظة بإعادة بناء المدينة.

اكتمل انتقامها أخيرًا، تركت أولجا قبيلة الدريفليان محطمة تمامًا – لكن مستعدون لدفع أي ثمن للبقاء في جانبها الجيد.

كيف أصبحت أولجا من كييف القديسة أولجا

أحرقت أولغا من كييف أعدائها أحياء ودفنت الدبلوماسيين ودمرت مدينة بأكملها. فكيف أصبحت قديسة في الكنائس الرومانية الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقي؟ في القرن العاشر، عندما حكمت أولجا كان شعبها وثني. لكن البيزنطيين القريبين كانوا في مهمة لتحويل جيرانهم إلى المسيحية.

بعد الانتقام من الدريفليان٬ دعا الإمبراطور قسطنطين السابع أولجا لزيارة القسطنطينية. في تلك الرحلة اعتنقت أولجا المسيحية. عندما عادت إلى كييف، شجعت رعاياها على المسيحية. أعلن البيزنطيون أن أولجا “مساوية للرسل”. وافق الإمبراطور البيزنطي. عندما التقى الإمبراطور قسطنطين السابع بأولجا من كييف، طلب يدها في الزواج. رفضته أولجا. وهذه المرة، فعلت ذلك دون إراقة دماء.

ثم في عام 1547، قامت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بتقديسها رسميًا على أنها القديسة أولجا من كييف، شفيعة الأرامل.