رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
193   مشاهدة  

 الزواج من أجل الفيزا.. تسعين يوم خطوبة برنامج أمريكي يعرض تجربة “مصري” و”مغربي”

تسعين يوم خطوبة
  • صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



شاهدنا قصصًا عديدة لشباب عربي يتزوج من عجائز أوروبيات أو أمريكيات؛ والغرض واضح من مثل هذه الزيجات “الفيزا” أو “الثراء”. تسعين يوم خطوبة برنامج أمريكي قرر اللعب على هذا الوتر الحساس؛ حين عرض خلال موسمه الرابع قصتين لشاب مصري وآخر مغربي يحاولان إنجاح علاقة عن بعد مع أمريكيتين إحداهما قاربت السبعين من عمرها.

من ضمن عشرات برامج الواقع التي اشتهر بها التليفزيون الأمريكي أثار تسعين يوم خطوبة جدلًا بين المتابعين العرب، بعد عرض حلقات لقصة أسامة، الشاب المغربي المرتبط بسيدة أمريكية في سن والدته، ويسعى لاستكمال زواجه منها على أمل الحصول على التأشيرة الخضراء للولايات المتحدة. كما شهد البرنامج مشاركة مصرية من خلال قصة محمود ونيكول، إلا أن فارق السن بينهما لم يكن لافتًا للنظر كما هو حال أسامة مع ديبي؛ بل فارق العقلية التي وقفت حجر عثرة أمام سعادة الزوجين.

تسعين يوم خطوبة يعرض قصص منفصلة لمواطنين من أمريكا تجمعهم ارتباطات عاطفية بأجانب، تتابع الحلقات تطور العلاقة خلال تسعين يوما تنتهي بالزواج أو الانفصال. اختيار تسعين يوم لاسم البرنامج مستوحى من تأشيرة “الخطبة”، والتي يحصل عليها الأجانب للقدوم إلى الولايات المتحدة، وتتيح أمامهم فرصة تسعين يوم فقط لاتمام الزواج أو العودة.

مواسم عديدة نجح من خلالها تسعين يوم خطوبة في الاستمرار وسط زحام برامج الواقع، بل وقد وصلت شعبيته لإصدار خمس نسخ من البرنامج؛ نسختان منهما تعرض علاقات تخطط الإقامة في أمريكا، ونسخة تتابع تطور حياة المشاركين فيما بعد الزواج. أمَّا الجزء الذي لفت انتباه الشارع العربي بمشاركة مصري ومغربي “الطريق الآخر“، تحدث عن أمريكيين قرروا نقل حياتهم للزواج في بلاد أجنبية.

تسعين يوم خطوبة
يزن أبو هريرة وبريتني بانكس من موسم 2020

جدير بالذكر أن أسامة ومحمود لم يكونا أول جنسية عربية تشارك في البرنامج الشهير، فقد عرضت حلقات موسم 2020 علاقة الشاب الأردني يزن أبو هريرة وبريتني بانكس. من خلال القصة ظهرت مصاعب التوفيق بين الثقافة العربية والأمريكية؛ مما أدى إلى نهاية متوقعة بالانفصال.

أسامة يقنع عجوز أمريكية بالزواج من أجل حلم الهجرة إلى العالم الأول 

YouTube player

رغم عدم وجود قاعدة جماهيرية عربية لتلك النوعية من البرامج القائمة على عرض قصص واقعية، إلا أن أسامة جذب انتباه المشاهد العربي لتسعين يوم خطوبة بقصته التي اعتبرها البعض مخجلة ومحزنة في الوقت نفسه. ورط الشاب العشريني أسامة نفسه في علاقة حب يبدو واضحًا للأعمى أنها من أجل التأشيرة الخضراء، محاولًا إقناع ديبي ذات الـ67 عامًا برغبته الحقيقية في الزواج منها.

عرض تسعين يوم خطوبة تفاصيل العلاقة التي بدأت على انستجرام، وانتهت على الفضائيات الأمريكية بأبشع شكل ممكن. حيث تابع البرنامج قصة ديبي وأسامة منذ بدايتها، مستضيفًا ابن ديبي الشرطي الذي يحاول إثبات احتيال خطيبها من أجل التأشيرة. على مدار عشر حلقات تظهر تفاصيل علاقة دامت ثلاث سنوات، ليتضح أن أسامة استغل ديبي ماديًا وأقنعها بإعالته؛ حتى يتفرغ للعمل كشاعر وفنان.

بالفعل أقنعها أسامة بالسفر إلى المغرب لترتيب تفاصيل زواجهم والتعرف على عائلته، قبل أن يعرف أنها قررت الاستقرار معه في الرباط. الأمر الذي حطم حلمه بالهجرة إلى أمريكا والاستقرار هناك؛ ودفعه للانفصال عنها ووصفها بالمختلة عقليًا. 

تعرض أسامة لهجوم قاسي ليس فقط من طاقم عمل تسعين يوم خطوبة وابن ديبي في الاستديو، بل من المتابعين العرب والأمريكيين على حد سواء. اتهامات بالطمع والاحتيال باسم الحب تلاحق أسامة من أول حلقة عرضت قصته مع ديبي؛ بسبب فارق السن الذي يصل إلى 43 عام. 

بغض النظر عن وضاعة الأسلوب الذي لجأ إليه أسامة للهرب من واقعه الصعب، يجب أن تحصل الظروف على نصيبها من الهجوم الذي تعرض له. لو كان حظه أفضل وولد في إحدى بلدان العالم الأول، لم يكن سيقرر التضحية بشبابه مع عجوز في سن أمه فقط ليتسنى له الهرب من العالم الثالث. 

محمود يعيش أزمة مع زوجته الأمريكية ويجبرها على الحجاب

تسعين يوم خطوبة
نيكول

شهد تسعين يوم خطوبة مشاركة مصرية لأول مرة في تاريخ البرنامج، فقد عرض الموسم الرابع قصة محمود وزوجته نيكول التي تكبره بثماني سنوات. بدأت قصتهما بزيارة نيكول إلى مصر وتعرفها على محمود، لتنتهي قصة الحب بالزواج والاستقرار في كاليفورنيا لمدة عام؛ مدة كانت كفيلة بظهور خلافات أدت لانفصال مؤقت.

تتابع حلقات الموسم الطريق الآخر الذي حاولت نيكول السعي فيه لاستكمال زواجها مع محمود، حيث قررت الإقامة في مصر والتأقلم مع عادات البلاد. هنا تأتي نقطة اللاعودة بعد طلب محمود من زوجته التستر وارتداء الحجاب؛ لتصل الأمور بينهما إلى شجار بالأيدي في الشارع.

إقرأ أيضا
أندرو تيت
تسعين يوم خطوبة
مشاجرة محمود ونيكول

لا تزال قصة نيكول ومحمود مستمرة في حلقات الموسم الرابع من تسعين يوم خطوبة؛ ولا نعلم إن كانت ستتنازل وترتدي الحجاب من أجل زوجها أم ستختار حريتها التي حرمها منها. 

الأزمة في قصة الشاب المصري قد تكون مختلفة تمامًا عن قصة أسامة وديبي، لكنها تتشابه مع عشرات حالات زواج الرجال الشرقيين من غربيات؛ حيث تتدخل العادات الشرقية وتبرز الفارق الواضح بين التفكير الجامد السطحي والليبرالية الغربية. 

في الحالتين ألقى تسعين يوم خطوبة الضوء على مشاكل العالم الثالث، ليعطي مزيدًا من أسباب العنصرية تجاه العرب للجمهور الغربي. ضرب أسامة ومحمود نموذجًا أقل ما يقال عنه أنه سيء للشباب العربي، فهو أمام الجمهور إما نصاب أو متخلف ورجعي، لكن الحقيقة أن كلاهما ضحية لظروفه بشكل أو بآخر. أسامة الذي حاول تقديم شبابه مقابل الفيزا، في الواقع هو ضحية بيئة غير صالحة للحياة الآدمية؛ في حين أفسدت رجعية محمود ومحاولته التعامل بمقاييس شرقية خاطئة زواجه من نيكول، كما حدث مع عشرات من القصص المشابهة. 

الكاتب

  • تسعين يوم خطوبة إسراء أبوبكر

    صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان