حظر الجزيرة ووقف الكلام عن الهجوم على كشمير.. كبت السوشيال ميديا

مهنة الصحافة والإعلام من أكثر المهن أهمية في العالم، لأنها القوى الناعمة الأولى التي تتغلغل داخل البيوت والعقول في مكان بكل بسهولة، ولذا كان لابد من وضع قوانين صارمة لما يقال في الصحف وفي الإعلام، وكان هناك حوادث مظلمة كثيرة لكبت الحرية الإعلامية، ومع مرور الوقت توقع الناس أن يكون هناك المزيد من الحرية خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، ولكن العكس هو ما حدث، فقد كانت بعض تلك المواقع هي القاتل للحرية الإعلامية.

حظر قناة الجزيرة العربية على سناب شات

عندما يفكر معظم الناس في الرقابة والتحكمات السياسية الشديدة، بالطبع لن يكون سناب شات هو الاسم الأول الذي يتبادر إلى أذهانهم، حيث تُعرف منصة التواصل الاجتماعي “سناب شات“، بأنها أقل تقييدًا وأكثر انفتاحًا من منافسيها، لكن في عام 2017م، اتخذ سناب شات قرارًا مثيرًا للجدل بحظر شبكة الجزيرة الإخبارية في المملكة العربية السعودية، بعد أن طلبت الحكومة السعودية إزالة قناة Discover التابعة لقناة الجزيرة من التطبيق، وكان النظام السعودي له عدة سجلات عنيفة في مجال حقوق الإنسان، لذا وافق سناب شات على إيقاف بث قناة الجزيرة وسحبه من التطبيق، ويحظى سناب شات بشعبية كبيرة في المملكة العربية السعودية، حيث يبلغ عدد مستخدميه حوالي ثمانية ملايين، وأوضحت الشركة أنها حريصة على الامتثال للقوانين المحلية في الدول التي تعمل بها، وانتقد مصطفى سواق، القائم بأعمال المدير العام لشبكة الجزيرة الإعلامية، قرار الشركة بشدة، وقال للصحفيين: “نجد أن تصرفات سناب شات مثيرة للقلق”، وهذا يبعث برسالة مفادها أن الأنظمة والدول يمكنها إسكات أي صوت أو منصة لا تتفق معها من خلال ممارسة الضغط على أصحاب منصات التواصل الاجتماعي وشركات توزيع المحتوى، وتعتبر هذه الخطوة اعتداءً واضحًا على حقوق الصحفيين والإعلاميين في نقل وتغطية القصص بحرية من جميع أنحاء العالم.

تويتر يحذف المنشورات التي تنقل هجمات الهند على كشمير

لم تعاني كشمير قليلًا من الهجمات الأجنبية، لقد عانت منطقة جنوب آسيا من عقود من الاعتداءات، والآن، بالإضافة إلى القمع المتزايد من جانب الحكومة الهندية، تواجه البلاد القمع على تويتر، ففي السنوات الأخيرة، أزال الموقع مئات الآلاف من التغريدات التي كتبها صحفيون ينتقدون نظام رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وفي كشمير، غالبًا ما يستخدم السكان المحليون وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن استيائهم من الحكومة،  ولكن منذ عام 2017م، تمت إزالة ما يقرب من مليون تغريدة، ووصف أكار باتيل من منظمة العفو الدولية ذلك بأنه “حرمان أساسي من حرية التعبير”، وتم حظر حساب أحد الصحفيين بسبب تغريداته حول انتهاكات حقوق الإنسان ضد الأشخاص الذين يعيشون في كشمير، ولم تتم استعادة حسابه إلا بعد حذف تلك الرسائل، وفي أغسطس 2019م، تم تجريد كشمير من وضعها المستقل تمامًا، واصبحت تحت السيطرة الكاملة للحكومة الهندية.