رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
457   مشاهدة  

الإنسان ضد الإله

الشعب الفلسطيني
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



قد يرى البعض أني متحامل على العرب/المسلمين، لكن ورعنا مش حقيقي خالص.. إنما دي نتايج بنت متابعة التصرفات السائد أو المواقف الجماعية لهذه الكتلة من بني البشر. وتعالوا نشوف بعض ردود الأفعال المرتبطة بالعدوان الصهيوني الحالي ضد الشعب الفلسطيني.

اقرأ أيضًا 
من الأقصى وقبة الصخرة لعهد السيسي .. تاريخ الدعم المالي المصري لفلسطين ودور القاهرة في تعميرها

احتفى العرب/المسلمين بتضامن عدد من مشاهير العالم مع الشعب الفلسطيني، وطبقًا لنسب الشعبية والانتشار الجماهيري حققت صور ثنائي فرقة ليستر سيتي حمزة سودري وويسلي فوفانا بـ العلم الفلسطيني انتشار كبير، بعدها جت صورة نجم مان يونايتد ومنتخب فرنسا بول بوجبا عشان تحقق انتشار أوسع وتلاقي ترحيب أكتر.. بفضل الشهرة الأكبر للنجم الفرنسي الجنسية.

الشعب الفلسطيني

موقف اللاعبين إنساني جدًا واحتفاء العرب/المسلمين بالمواقف دي طبيعي جدًا، اللي مش طبيعي بقى هو عدم استخلاص أغلبهم لأهمية القيم الإنسانية.. فيفسروا موقف ثنائي ليستر أن واحد مسلم والتاني زميله فعمل معاه بنط جدعنة، وطبعًا موقف بوجبا مش هيعطلهم كتير… فالشاب أسلم من كام سنة، ولو لسه ماحصلش فقلبه في خير ومش بعيد ربك يهديه للإسلام، أو بالكتير خالص يتأكدوا أن قضيتهم عادلة لدرجة تجبر الجميع التعاطف معاه… كده بدون أي تقدير لإنسانية الشخص المتضامن معاهم.

وطبعًا دون أي انتباه لمنظومة القيم والقوانيين اللي خلت اللعيبة دي تقدر تعبر عن رأيها بكل حرية وبدون خوف، بالعكس.. كلها كام شهر ويرجعوا يلعنوا سلسفيل المنظومة القيمية والقانونية المهيمينة في ملاعب انجلترا لما ترجع تنتشر فيها ألوان علم الرينبو خلال نوفمبر وديسمبر. وده حدث بيحصل تقريبا في كل ملاعب الدوريات الخمسة الكبرى.

الشعب الفلسطيني

للأسف نادر لما حد من العرب/المسلمين بينتبه أن الخواجات مافيش عندهم فرق بين المسلمين والمثليين، الأتنين بشر والأتنين من حقهم يمارسوا حياتهم بالطريقة اللي تعجبهم وكمان يعبروا عن نفسهم.

ازدواجية معايير فيسبوك
المعايير المزدوجة لفيسبوك مش اختراع جديد، الموضوع حاصل من بدري.. وزاد جدًا بعد تشكيل مجلس حكماء فيسبوك، واللي ضم في عضويته المدعوة توكل كرمان.
في البداية التضييق ماكنش باين غير للأشخاص اللي كتباتهم بتتصادم بقوة مع الإسلاميات (عقيدة أو تراث)، والناس دي اتكلمت وقالت أن المعايير الفيسبوكية فيها أزدواجية وتحيز ضد الملحدين واللادينيين لصالح المؤمنيين بالأديان الإبراهيمية.. خاصة الإسلام، وكان رأي العرب/المسلمين (المشتركين في الحوار) عادة هو الموافقة على الأنحياز ده وشايفينه طبيعي.. لأن مايصحش حد يجيب سيرة الدين، لكن طبعًا ينفع يتم نشر كلمات وجمل من نوعية وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ لإنها جزء من نص مقدس لا يمكن أن يخضع لأي رقابة بشرية.
كمان حملة #نرفض_توكل_كرمان ماحققتش انتشار واسع بين العرب/المسلمين رغم انتمائها الإخواني المعروف، أو يجوز اللي أقنع DW تحذف أحد فيديوهاتها الوثائقية (قطر وتمويل الحركات الإخوانية في أوروبا – تسريب وثائق سرية لـ”قطر الخيرية”) أقنع كمان إدارة فيس بوك تنفض لحملة الاعتراض.

الشعب الفلسطيني

مرحلة ما بعد توكل الحياة باظت خالص، وبقى التربص بالمحتوى العربي عالي جدًا، وبقت عملية مناقشة أو تقديم أي طرح مغاير للرؤى العروبية/الإسلامية.. عملية محفوفة بمخاطر الحذف والحظر.
مش بس كده.. فيه أشخاص أكونتاتهم بقت تحت المراقبة الدقيقة جدًا لحظرهم مع أي هفوة يمكن اعتبارها أو حتى تأويلها بشكل سئ، أنا مثلا حاليا محظور لمدة شهر لأني كتبت تعليق: (الرجالة تافهين والستات عُبط).. والكلام ده جزء من حوار كله هزلي داخل جروب سري، وقبلها بمدة لبست حظر مشابه بسبب صورة منشورة في مارس 2011.
من يومين ظهرت صورة لتعليق محذوف وصاحبه تعرض للحظر لإنه جاب سيرة ضرس العقل، مش عارف مدى صحة الواقعة من عدمها.. وهل الصورة دي حقيقية ولا ملعوبة، بس في كل الأحوال هي معبرة عن الوضع الحالي من جنون الرقابة الفيسبوكية على المحتوى المكتوب بالعربية أو بالعاميات المحسوبة عليها.

الشعب الفلسطيني
مؤخرًا العرب/المسلمين هاجوا وماجوا ضد الرقابة الفيسبوكية لأنهم صاروا شايفين فيها إنحياز ضدهم لصالح ولاد عمهم، وفورًا انطلقت حملات متنوعة لمواجهة ما يروه انحياز ضدهم، تصويت جماعي لخفض تصنيف أبلكيشن فيسبوك على منصة جوجل.

الشعب الفلسطيني
وأخيرًا أبلكيشن مخصوص للتحايل على الرقابة الفيسبوكية، الخطوة دي بالذات عجيبة جدًا.. لأن فيه طرق فعالة انتشرت مؤخرا، كلها بنت أزمات التوجه اليميني المحافظ المنسوب للفتاة توكل. كتابة حرف إنجليزي ضمن الكلمات المتخوف منها (الdواعش Sفاحين) أو تفكيك الكلمات (إسر-ا-ئيل دولة احتلال) أو حذف حرف من الكلمة المطلوبة ونحط مكانها نقطة (الم.لمين مش زعلانيين من التحيز كفكرة إنما لإنه ضدهم) رغم توفر الطرق السهلة ظهر أبلكيشن بيشتغل على حذف النقط والهمزات من الكلمات، والقارئ بقى يقعد يخمن ويستنتج وحاجة “سنية” ع الأخر.

إقرأ أيضا
أولياء الأمور

رغم عدم عملية الحل ده مقارنة بالحلول التانية إلا إنه بدء ينتشر وبيتم دعمه بدعاية قومية عروبية، نفس الدعاية اللي خسرت الفلسطينيين أرضهم وحقوقهم ولسه بتخسرهم.
سارع أحد المواقع، مُريبة الميول والتوجهات، بنشر مقال عديم النقط والهمزات تحت عنوان: (الاٮساں صد الاله: ٮوره الٮٯاط العرٮىه)، أنا عن نفسي لأول وهلة قريته (الإنسان ضد الإله: ثورة النقاط الغريبة)، أمر شاركني فيه أكتر من شخص حتى من مستخدمي الأبلكيشن العجيب.

الشعب الفلسطيني
عمليًا الفكرة محكوم عليها بالفشل.. أولًا بسبب العدد الكبير من الاحتمالات لكل كلمة، نموذجًا: المحصى.. ليها 3 أحتمالات
1-    من غير نقط مع (ضم الميم ونطق الياء) تبقى أحد أسماء الله الحسنى.
2-    بنقطة تحت الحاء مع (فتح الميم والجيم ونطق الياء) تبقى “المجصى”.. جمعها “مجص” وده اسم يطلق على أحد القبائل في الصعيد.
3-    بنقطة فوق الحاء مع (فتح الميم وتسكين الخاء ونطق الياء) تبقى “المخصي”.
ثانيًا لعدم تعود أمخاخنا على التعامل مع الكتابة بالشكل ده.
ثالثًا الإيقاع/الزمن مستوى التركيز وكم الزمن المطلوب للوصول للقراءة السليمة فوق المعدلات المعتادين على استهلاكها لتعاطي بوست واحد، ما بالنا لما يبقى بوست بتعليقاته مكتوبة بالشكل ده.

الشعب الفلسطيني
أما الجانب الطريف في الحدوتة دي كلها فبيضم نقطتين، الأولى أن اللعبة دي هتفتح باب للنقاش في سبب ظهور النقط والهمزات بالأساس وتنبيه المسلمين أن في البدء لم يكن القرآن داخل مصحف، وأن كل ما يخص المصحف هو جهد بشري بدء العمل فيه بعد وفاة النبي بسنين.. من أول أسماء السور وترتيبها مرورًا بتنقيط الكلمات وتشكيلها وصولًا لتقسيم المصحف إلى أجزاء وأرباع وأحزاب.
أما التانية فهي أن الرقابة الفيسبوكية “تقريبًا” مش مضطهدة العرب/المسلمين ولا حاجة.. وكل ما هنالك أنها مش سامحة بتوجيه شتايم عنصرية أو عقائدية ضد الكيان الصهيوني والمنتمين له. واستنتاجي ده مبني على إنها حاليًا شغالة لصالح التوجهات العروبية/الإسلامية بشكل مفضوح، لدرجة إنها حذفت بوست للصديق أمير فهمي وحظرته لمدة شهر.. لا لشئ إلا إنه أتكلم بالعقل.

الشعب الفلسطيني

الكاتب

  • الشعب الفلسطيني رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان