رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
199   مشاهدة  

إحياء تراث الغناء المصري بين علي الحجار ومدحت صالح

علي الحجار ومدحت صالح
  • - شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة

    كاتب نجم جديد



تفاقمت الأزمة بين كبيرين من كبراء الغناء في مصر والوطن العربي: علي الحجار ومدحت صالح ؛ علي يدلي بتصريحات كثيرة حول الموضوع، ومدحت لا يرد حتى الساعة، الموضوع هو إحياء التراث الغنائي المصري، ولا ريب في كونه موضوعا مهما للغاية.. يقول علي الحجار: الفكرة فكرتي، وهذا معروف وموثق، أنتوي إعادة الأغاني بتوزيعات جديدة، فاللعب على الموسيقى لا الكلام، الملحنين لا الشعراء، ومدحت ينقل كلامي بالضبط، لا يغير سطرا واحدا ولا حتى حرفا، وعندما أقام حفله “الأساتذة” لم يجر توزيعات جديدة على الألحان الموروثة، بل غنى أغاني الآخرين بصوته وحسب، وهذا ما يفعله دائما، فما هو مشروعه إذن؟!

مدحت صالح
مدحت صالح

مدحت لا يتكلم كما أسلفت، والأغلب أنه لا يريد أن يجره الكلام إلى خطأ، ولكنه لو استمر ساكتا فسيفتح أبواب التأويل على مصاريعها طبعا، إلا أن سكوته، للأمانة، جنبه الانفعال واحتمالية مفارقة الصواب فلم يؤخذ عليه شيء قط، بينما صاد من صاد للحجار ما اعتبره انفعالا أحدث خطأ في حق مدحت صالح (إصراره على أنه تلميذه مثلا، وأنهما لا يتساويان بتة) ومن ثم فكأنه أخطأ في حق نفسه؛ لأن المخطئ في صديق مجاله، الذي تجمعه به علاقات أسرية أيضا، لم يرع المودة ولا الذكريات ولا التقدير المتبادل، ولا أواصر ما بينهما عموما، وعلى هذا أخطأ في حق نفسه (هكذا منطق صيادي المشاكل ممن يريدون تعقيد الأوضاع أكثر مما هي عليه لا فك عقدها) وأما منطق الأذكياء الطيبين فيحمل الأستاذية على معناها الأشمل، أي أستاذية إبراهيم الحجار لكليهما، ويحمل عدم التساوي على ما أثبته التاريخ كميا لعلي؛ فلم يرد منه كلام عن الكيف، وحديث الكيف هو المهين لا حديث الكم، وإن قدم العدد واحدا على آخر، فالتقدم للعدد، ولكن لم ينقص الثاني عن الأول نوعيا!!

يقيني أن مدحت سيتكلم فلن يظل ساكتا سرمديا، لا سيما ودائرة الخلاف بدأت تتسع بتدخلات الآخرين، ممن لهم صلة بالأمر وممن ليست لهم به صلة، لا أدري ما لديه، ولكنه، بالبداهة، لن يورط نفسه في شيء هو خالي اليدين منه، ولماذا يفعل وهو المطرب المتميز واسع الشهرة الذي لا ينقصه شيء؟ وأظن مشروعه مغايرا بالأساس، والاعتماد فيه على اللعبة الصوتية جوهري، لا سيما ومدحت يؤدي الأغاني القديمة أحسن مما أداها أصحابها أنفسهم!!

علي الحجار
علي الحجار

لست هنا لأحسم الخلاف بينهما، ليتني أستطيع فكم هما قريبان من القلب، لكنني هنا لأحمي الفكرة بذاتها، فكرة إحياء تراث الغناء المصري، وهي فكرة عظيمة، من الحيرة والشتات بين المغنين، كذلك لأحمي المغنين أنفسهم من التنازع عليها حتى لو جرى تكرار؛ فالعصافير كلها تغني شيئا واحدا تقريبا كل يوم، لكنها لا تتنازع عليه، والأكيد أيضا أن كل فرع من فروع شجرة النهار التي تحتوي العصافير يحتوي إحساسا ومددا غير اللذين في الفرع القريب إليه والفرع البعيد عنه..

مسارا الصدق والدقة يقتضيان أن أشهد باهتمام الحجار المبكر بالموضوع؛ فمشروعه “100 سنة غنا” معلن بالفعل منذ سنوات، يهدف إلى إعادة الأغاني التراثية منذ محمد عثمان وبامتداد 100 عام بعده، بتصرفات لحنية جديدة، بل يستوعب أبعادا مهمة أخرى تزيد عن ذلك، سمحت لي الظروف أن أعرفها بنفسي، وألمسها عن قرب، لأسباب يمكن روايتها لاحقا، ولكن يعسر أن أكشفها حالا لأنها طي السر ودون التنفيذ حتى اللحظة الراهنة، إلا لو دعت الدواعي إلى كشفها عاجلا لإفادة ضرورية، وعلى كل حال فقد التقى بوزيرة الثقافة، في الأيام القريبة الماضية، بعد حفل مدحت، ويبدو أنه تلقى وعدا بمساندة الدولة لمشروعه، وهو اللقاء الذي أراحه وجعل نبرته أهدأ.. ولكن السؤالين الحتميين: هل يمنع هذا مدحت صالح من أن يفعل الشيء نفسه ببصمته الخاصة؟ وهل يقطع بأنه لم يفكر فيه، في الوقت نفسه، من غير أن يعلن مخافة اقتباس جهده، مثلا، واكتفى بإخبار قريبين منه؟ لا يمنعه ولا يقطع بوقت محدد، وقد يكون مالكا شهودا حقانيين بصفه.. ههنا لا بد أن أقول إن التراث تحفة مملوكة للجميع؛ ففكرة الأسبقية إليه ساقطة حتى بثبوت صحتها، والمطربان من أكثر المؤهلين صوتيا لمثل هذا الإعادة الغنائية بآلية جديدة (بالاتفاق مع الورثة والمعنيين طبعا).. وأذكر بأن هذا المضمار جرت فيه محاولات لآخرين، وإن لم تكن بالشكل المتكامل الذي نحس بأن في نيتهما هما تحقيقه، منهم أحمد إبراهيم وغادة رجب وغيرهما.

ثم لماذا لا يستعين كلاهما (الحجار وصالح) بالآخر داعما ما فكر فيه واهتدى إليه؟ بل لماذا لا يستعين كلاهما بغيرهما فالموضوع يتسع للقادرين في إطاره؟

إن الصوتين الطربيين البديعين خيرا داعمين لبعضهما، ولسواهما ممن يستطيعون خوض البحر العميق معهما، أم ابتغى كل منهما أن يحصد النجاح وحده، ولما وجد بحوزة الآخر ما بحوزته حدث الصراع؟.. أظنهما فوق الأنانية، بل أظنهما القمة في الرقي والتسامح. ليكن الوطن رابحا، بانطلاقهما متحدين أو منفردين، والجماهير الغفيرة التي تعشق نجوميتهما المضيئة رابحة، وليكونا حصننا من

إقرأ أيضا
فراين

شماتة شامت فينا أو تربص متربص بنا، لهما الاحترام الوافر.

الكاتب

  • علي الحجار ومدحت صالح عبد الرحيم طايع

    - شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان