الجيزويت وجمعية النهضة وهشام أصلان .. رسل النور الذين لن يهزمهم أبدًا اليأس

قبل حوالي شهر كنت في احتفالية أقامتها جمعية النهضة لتتحدث عن أعمالها المستقبلية، شعر بالخجل من نفسي كيف أشعر أحيانا باليأس وهؤلاء الناس بدء من أباء الرهبنة اليسوعية وصولا لكل العاملين في جمعية النهضة وعلى رأسهم الصحفي هشان أصلان يخوضون بجمعية الجيزويت معارك فنية رائعة بل إن صح الوصف هي ملحمة يدعمون من خلالها شباب الوطن في التعبير عن أنفسهم بالإبداع في بني سويف والأقصر وسوهاج والقاهرة وغيرها من محافظات الوادي.

مهرجانات للسينما وورش متعددة لتعليم التصوير والرسوم المتحركة والسيناريو والإخراج.

يشبهون تماما المصريين القدماء يضعون نقوشا فنية رائعة ليست على الجدران هذه المرة بل على أرواح عشرات الشباب والنقش على جدار الروح لا يمكن أن تمحوه السنوات.

وفي زيارتي الثانية لجمعية النهضية والجيزويت كنت في ندوة للكاتب الكبير محمد سلماوي في لقاء شهري تجريه الجمعية لمزيد من الور والتثقيف هذه المرة في ستوديو ناصيبيان ذلك الاستوديو العريق الذي امتلكته الرهبنة اليسوعية قبل عشرات السنوات من مالكه الأرمني الراحل هرانت ناصيبيان والذي عتبر ثاني استوديو أقيم في هوليوود الشرق وباعه عقب ثورة يوليو مباشرة، الاستوديو الذي شهد تصوير أفلاما مثل أم العروسة والحفيد وباب الحديد، وخلال تلك الندوة شعرت مرة أخرى بالخجل من يأسي.

كيف يمكن أن أشعر باليأس من الكتابة – مهنتي وشغفي – وكل أولئك المؤمنون وعلى رأسهم الأب وليام سيدهم يقهرون المستحيل لنشر النور بين المصريين.

لم تتخلف الجيزويت وجمعية النهضية يوما عن دورهما، حتى هشام أصلا الذي ذاب داخلهما ليضع جزًأ من روحه يبدو واضحا للغاية خلال كل تلك الفعاليات، لهذا كان حريق الاستوديو مريعا ومبكيا.

لكنه أبدا ليس قاتلا ولا معجزا، لأن أمثال الجيزويت وجمعية النهضية ورجال مثل هشام أصلان هم رسل للنور لا يعرف اليأس إليهم سبيلا، سيعودودون أكثر فنا وشبابا وقوة وانتشارا.

لن يشعل الحريق الجدران فقط بل سيشعل جذوة في نفوس الكل بدء من الأب وليام سيدهم حتى أصغر منتسب للجمعية والرهبنة لتعود إلى سابق عهدها كمنارة حقيقية للفن والثقافة تستحق الدعم والتقدير.

إقرأ أيضا

“ثلاثة في قطار”.. عمل يرصد تفكك الحارة المصرية وكيف غادرت القطار

عزيزي القاريء لا تتخلف نهائيا عن دعم الجيزويت وجمعية النهضة لأن دعم النور من شيم الأحرار والمتنورين