فن “حُدَاء الإبل” اخترعه جد النبي و خَلَّده مودي الإمام بـ “موسيقى فيلم الهروب”

بشكل جديد غنى المطرب وائل الفشني تنويحة فيلم الهروب بعزف أوركسترا المايسترو نادر عباسي، بحضور الموسيقار مودي الإمام بعد غيابه عن الإعلام الذي دام 25 عاماً، في حلقة صاحبة السعادة على فضائية الـ CBC ، وربما هذه هي المرة الأولى التي يدقق فيها الجمهور لكلمات التنويحة، التي جاء بها عاطف الطيب لـ “مودي الإمام” كي يستلهم منها تتر فيلمه “الهروب”.

تُعْرَف تنويحة فيلم الهروب بـ “الحُداء”، وهو فن راعي الإبل، الذي يطلق ترنيمات للإبل المتفرقة عنه فتجتمع حوله وتنضم للقافلة في اتجاهها، وسُمِّي راعي الإبل بـ “الحَدَّاء”، نتيجة لتحديده مسار قافلة الإبل.

بدأ هذا الفن على يد مضر بن نزار بن معد، الجد السابع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت تُسَمَّى بـ “تدويهة الرُجْز” والتدويهة هو اسم هو صوت راعي الإبل، أما الرُجْز فهو قذارة البعير، وجاء من اسمه “الرَجَز” أحد بحور الشعر الذي طوره الخليل بن أحمد الفراهيدي.

تبلغ عدد أبيات تنويحة حُدَاء الإبل 5 أبيات استعمل منها الموسيقار مودي الإمام أول بيت في تتر فيلم الهروب، وتقول كلمات التنويحة كاملة:

“يا بكرتي (يا جمل) الديار يا أم الجرس رنانة اتخاضي البحور ولا حيرانة
خشيت البلد لاقيت الطَرَات (جمع طيور بالصعيدي) اللي رنا (اللي سمعني من يرنو بمعنى طَرَب للشيء) فرحت أنا لمان ريت العِهَان ورانا (فرحت أنا لما رأيت الصوف ورانا)
جييييه جيييييه (أداة لـ نداء الإبل) .
شديت للقعود (سحبت مقعداً للجلوس) شديتله في بيتنا والله لجيب أنا الشيخ الركيب الضهرية (الشيخ الذي يركب الجمل) السُكنة (إقامة الشيخ مع الراعي) به تُبقى هنية.
جييييه جيييييه (أداة لـ نداء الإبل) .
يا شمس غيبي ويا سفاين حَلِّي (سفاين هي سفن ويقصد بها الجمل كسفينة للصحراء وحلي بمعنى غادري) بلدي بعيدة وخاطري في محلي
أنا بامدح المليحِ (النبي) وأمدح قبة خضرا (قبة المسجد النبوي) والمسايك (جمع مسك) ريحي
جييييه جيييييه (أداة لـ نداء الإبل) . “

الجذور التاريخية لهذه التنويحة كـ “موال مُسَجَّل” تم استخدامه في فيلم الهروب، تعود للقرن التاسع عشر في أبيدوس بسوهاج، كون أن بها المعبد المدفون ويتم الترحال له بالجمال.

نقل كلمات التنويحة أحد الرحالة الفرنسيين التابعين لعلماء الحملة الفرنسية، عن أحد البدو التابعين لقبيلة طوارق الأمازيغية التي استقرت بالصعيد، ولم تُغَنَّى إلا في ثلاثينيات القرن الماضي، حتى قُدِّر لها التسجيل على يد الباحث الروماني ألكساندرو تبريو، أحد أهم موثقي الأغاني الشعبية في مصر بفترة الستينيات.

ساعده في التسجيل على الأسطوانات الموظف بوزاة الثقافة إيميل عازر وهبة، وصدرت الأسطوانات تحت عنوان “الأغاني والموسيقى الشعبية المصرية”.

إقرأ أيضا

“صور” توقعات جيل الثمانينيات عن شكل حياتنا في رمضان الآن

إقرأ أيضاً

مهيب عبد الهادي .. حينما يجتمع فشل الإعلام الرياضي في شخص واحد