همتك نعدل الكفة
579   مشاهدة  

احتفالات عاشوراء في مصر الفاطمية .. كيف كان وضع المسلمين السُنَّة خلالها ؟

عاشوراء في مصر الفاطمية - رئيسية
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



اتسمت عادات يوم عاشوراء في مصر الفاطمية بنزعة شديدة التطرف شيعيًا بعد حكم الفاطميين لها من سنة بداية من سنة 362هـ/ 972م  وحتى سنة 567هـ/1171 م؛ والمشهور عن تلك الفترة فكرة اختراع حلوى العاشورا، لكن المجتمع المصري وقتها لم يلقى جانبًا من التوثيق.

عاشوراء في مصر قبل الدولة الفاطمية

حدود الدولة الإخشيديَّة البُني والبُرتُقالي والبنفسجي المُظلل
حدود الدولة الإخشيديَّة البُني والبُرتُقالي والبنفسجي المُظلل

كان في مصر زمن الدولة الإخشيدية بها شيعة لديهم رغبة في إحياء يوم عاشوراء عند مسجد السيدة نفيسة لكن رجال كافور الإخشيدي لم يسمحوا بمثل تلك الإحتفالات، وقد تكلم  بن زولاق  عن ذلك فقال “كان سودان كافور الإخشيدي يتعصبون على الشيعة، ويتعلق السودان في الطرق بالناس ويقولون للرجل: من خالك؟ فإن قال: معاوية أكرموه، وإن سكت لقي المكروه، وأخذت ثيابه وما معه، حتى كان كافور يوكل بأبواب الصحراء، ويمنع الناس من الخروج”.

عاشوراء في مصر الفاطمية .. هكذا كان الشكل العام

 خريطة القاهرة في العهد الدولة الفاطمية
خريطة القاهرة في العهد الدولة الفاطمية

أغلب المرويات التاريخية عن يوم عاشوراء في مصر الفاطمية تأتي من كتاب نزهة المقلتين في أخبار الدولتين لابن الطوير أبو محمد المرتضى عبد السلام بن الحسن القيسراني والذي قال عن وصف عاشوراء في مصر الفاطمية “إذا كان اليوم العاشر من المحرّم: احتجب الخليفة عن الناس فإذا علا النهار ركب قاضي القضاة، والشهود، وقد غيروا زيهم فيكونون كما هم اليوم، ثم صاروا إلى المشهد الحسينيّ، وكان قبل ذلك يعمل في الجامع الأزهر، فإذا جلسوا فيه، ومن معهم من قرّاء الحضرة، والمتصدّرين في الجوامع جاء الوزير، فجلس صدرا، والقاضي والداعي من جانبيه، والقرّاء يقرءون نوبة بنوبة”.

اقرأ أيضًا

“جامع عمرو بن العاص والفاطميين” كيف كان حال مسجد أهل السنة في ظل حكم الشيعة لمصر ؟

يتكلم بن الطوير عن شكل احتفالات عاشوراء في مصر الفاطمية ووضع المسلمين السُنَّة فيقول “ينشد قوم من الشعراء غير شعراء الخليفة شعرا يرثون به أهل البيت عليهم السلام، فإن كان الوزير رافضيا تغالوا، وإن كان سنيًا اقتصدوا، ولا يزالون كذلك إلى أن تمضي ثلاث ساعات، فيستدعون إلى القصر بنقباء الرسائل، فيركب الوزير، وهو بمنديل صغير إلى داره، ويدخل قاضي القضاة والداعي، ومن معهما إلى باب الذهب، فيجدون الدهاليز قد فرشت مصاطبها بالحصر بدل البسط، وينصب في الأماكن الخالية من المصاطب دكك لتلحق بالمصاطب لتفرش، ويجدون صاحب الباب جالسا هناك، فيجلس القاضي والداعي إلى جانبه، والناس على اختلاف طبقاتهم، فيقرأ القرّاء وينشد المنشدون أيضًا ثم يفرش عليهم سماط الحزن مقدار ألف زبدية من العدس، والملوحات، والمخللات، والأجبان والألبان الساذجة والأعسال النحل، والفطير والخبز المغير لونه، فإذا قرب الظهر وقف صاحب الباب، وصاحب المائدة، وأدخل الناس للأكل منه، فيدخل القاضي والداعي، ويجلس صاحب الباب نيابة عن الوزير، والمذكوران إلى جانبه، وفي الناس من لا يدخل، ولا يلزم أحد بذلك، فإذا فرغ القوم انفصلوا إلى أماكنهم ركبانا بذلك الزي الذي ظهروا فيه، وطاف النوّاح بالقاهرة ذلك اليوم، وأغلق البياعون حوانيتهم إلى جواز العصر، فيفتح الناس بعد ذلك أو يتصرّفون”.

الاحترام الدموي للمسلمين السُنَّة يوم عاشوراء في مصر الفاطمية

 منحوتة من العاج لجنود الدولة الفاطمية
منحوتة من العاج لجنود الدولة الفاطمية

رغم أن تاريخ بن الطوير كان عامًّا لكن تقي الدين المقريزي تناول بتفصيل كبير حال المسلمين السُنَّة يوم عاشوراء في مصر الفاطمية، فقد ذكر بأول بروز قوي للشيعة كان سنة 363 هـ عند مسجد السيدة نفيسة وقاموا بالبكاء على الإمام الحسين وقاموا بكسر أواني السقائين في الأسواق وسبوا كل من يعمل بالتجارة أو يشتروا إلى أن قام أبو محمد الحسن بن عمار ومنع احتكاك السُنَّة بالشيعة، لكن المعز لدين الله كان مرتاحًا لتصرف الشيعة.

إقرأ أيضا
الكرز
 جامع الحاكم بأمر الله
جامع الحاكم بأمر الله

في زمن الحاكم بأمر الله كان وضع المسلمين السنُة متباينًا مع حال الشيعة خلال الاحتفالات، فقد كان الإحتفالات مشروعة لكن العادات الشيعية هي الممنوعة فمثلاً 403 هـ صدر منع للحزن الشيعي، وتم الإكتفاء بإغلاق الأسواق وتوزيع الأموال على الفقراء.

كان هناك سب للصحابة في زمن الحاكم لكن كان يُوَاجه بعنف شديد فيحكي المقريزي عن حوادث سنة 396 فيقول “جرى الأمر في يوم عاشوراء على العادة من تعطيل الأسواق وخروج المنشدين والناحة إلى جامع القاهرة، فتظاهروا فيه بسب السلف، فقبض على رجل ونودي عليه: هذا جزاء من سب عائشة وزوجها؛ وضربت عنقه. وتقدم الأمر إلى أصحاب الشرطة ألا يتعرض أحد لسب السلف، ومن فعل ذلك قبض عليه، فانكف الرعاع عن السب والتعرض للحاج”.

 عملة من زمن المستعلي بالله
عملة من زمن المستعلي بالله

وفي زمن المستعلي بالله سنة 490 هـ يصف المقريزي الذين سبوا الصحابة بالرعاع حيث قال “تجمع الرعاع والعامة في يوم عاشوراء بمشهد السيدة نفيسة وجهروا بسب الصحابة، وهدموا عدة قبور؛ فسير الأفضل إليهم ومنعهم من ذلك؛ وأدب ذخيرة الملك ابن علوان، والي القاهرة، جماعة وضربهم”.

الكاتب

  • عاشوراء في مصر الفاطمية وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان