أسرى مصر في حرب أكتوبر .. قصة الكذبة الفضيحة من إعلام الكيان الصهيوني

تزاملت الأسلحة على الجبهة عام 1973م مع وسائل الإعلام داخل المجتمع المصري والصهيوني، فإسرائيل باتت تحارب بالإعلام من خلال بث لقاءات زعمت أنها مع أسرى مصر في حرب أكتوبر، ومصر ترد الصاع صاعين، الأول من خلال عرض صور الأسرى الصهاينة، والثاني من خلال الرد كشف كذبة إسرائيل الدعائية.

العرض العلني لأسرى الصهاينة في حرب أكتوبر

المتأمل للخريطة الإعلامية في مصر خلال سنوات حرب 10 رمضان، يجد أن أجهزة الإعلام لم تتوانى لحظةً في عرض الأسرى الإسرائيليين ليرى الشعب المصري انهيار أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

اقرأ أيضًا 
قصة شهيد في حرب أكتوبر أشرف شيخ الأزهر على وصيته بنفسه “لا زالت تُنَفّذ حتى الآن”

بدأت المواجهة الإعلامية بالأسرى مبكرًا عندما عرضت القناة الأولى مساء 7 أكتوبر للمرة الأولى صور اثنين من الأسرى أحدهما دافيد دار لاخيم العريف من سلاح المدرعات الذي تم أسره في المنطقة الجنوبية من القنال، والثانية كان شيمي باروح من سلاح المشاة وتم أسره شمال القناة.(1)

وفي الثامن من أكتوبر تزايدت وتيرة الحرب الإعلامية من مصر عندما نظمت القوات المسلحة مؤتمرًا صحفيًا وتلفزيونيًا وإذاعيًا لعرض اثنين من الأسرى الصهاينة أحدهما هو إيرلي جوروسني الملازم في سلاح الجو الصهيوني، والآخر فان دانييل والذي كان على قوة ضباط الاحتياط وهو طبيب ميداني.(2)

ثم كانت الكارثة الكبرى بالنسبة لإسرائيل في 9 أكتوبر 1973م عندما بث تلفزيون القاهرة لقاءًا قصيرًا مع عساف ياجوري قائد اللواء 190 المدرع، ثم نشر التلفزيون المصري في نفس اليوم طابور أسرى إسرائيل الشهير في الحرب؛ وبعدها كثرت الصور عبر الصحف اليومية، ونال المصور إميل كرم والمصور محمد لطفي شرف التقاط الصور للأسرى ونشرها عبر صحيفة الأهرام؛ وكثرت الصور بعدها لغاية ترحيل الأسرى بالكاستور إلى فلسطين المحتلة.

إسرائيل وكذبة إعلامية حول أسرى مصر في حرب أكتوبر

إزاء ذلك العرض العلني لأسرى الصهاينة في حرب أكتوبر قررت إسرائيل الرد بنفس الطريقة لكن إذاعيًا فذكرت أنها ستبث عبر الراديو لقاءات مع أسرى مصر في حرب أكتوبر وذكرتهم بالأسماء، وعرضت تلك اللقاءات يوم 19 أكتوبر.(3)

المفاجأة أن الأسرى الذين استضافهم راديو إسرائيل لم يكونوا جنودًا في الجيش المصري عام 1973م، وإنما كانوا أسرى في سنة 1967م وتم الإفراج عنهم وكانت الفضيحة أن تلك اللقاءات قديمة وتم بثها قبل 6 سنوات من حرب رمضان.

إقرأ أيضا

داخل اختفاء زيلانديا..القارة المفقودة الحقيقية

أول هؤلاء الذين زعمت إسرائيل أنهم من الأسرى هو أنور فهمي عبدالله، المزراع في قرية الأخيوة بمركز الحسينية محافظة الشرقية ويقيم في الطرف الشمالي من المحافظة على الحدود المتاخمة لمحافظتي الإسماعيلية وبورسعيد، أسير آخر كان جزء من الكذب الصهيوني في حرب أكتوبر 1973م وهو عبدالسلام موسى الذي تم أسره عام 1967م والإفراج عنه، ووقت بث اللقاء كان في مركز إيتاي البارود ويشغل منصب الأمين المساعد للجنة الاتحاد الاشتراكي، فضلاً عن الأسير إسماعيل محمد عقرب والذي كان يعمل في وزارة الزراعة بعد الإفراج عنه من أسر67.

(1)  جريدة الأهرام، عدد 8 أكتوبر 1973م، ص8.
(2)  المرجع السابق، عدد 9 أكتوبر 1973م، ص3.
(3) عبدالمحيد الشوادفي، أسير آخر من الشرقية .. تذيع بيانًا كاذبًا عنه، جريدة الأهرام، عدد 20 أكتوبر 1973م، ص4 وص8.