الاستئذان كما حكاه القرآن “أنواعه وفوائده”

الاستئذان أدب من الآداب الإسلامية والاجتماعية التي تحفظ خصوصيات الإنسان فتعريف الاستئذان إذن هو طلب الإذن لدخول البيوت ممن له حق الإذن والتصريح بذلك.

الاستئذان في القرآن الكريم

قال تعالى : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُم ْلَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» [ سورة النور:58 ]، ويقول الله عز وجل : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» [ النور : 27 ].

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «لا يحل لامرئ مسلم أن ينظر إلى جوف بيت حتى يستأذن؛ فإن فعل فقد دخل»، قال ابن حجر في فتح الباري : أي صار في حكم الداخل، كذلك ما جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم، فقد حل لهم أن يَفْقَئُوا عينَه».

أنواع الاستئذان التي تحدث عنها الشرع

كما أن الاستئذان عند طرق الباب والذي هو واجب على المسلم ليس ممنوعا أي أنه لا حرج على الإنسان أن يطرق باب جاره أو غيره وإنّما الاستئذان الذي قرره الشرع هو ثلاث مرات فإن أذن له دخل وإلا رجع من حيث أتى، ولا يجب عليه كما يفعل بعض الناس أن يتسلق الجدار أو ينظر من ثقب الباب مثلاً ليتأكد من وجود صاحبه لأن ذلك كشف العورات والاطلاع على أسرار البيوت ، وهذا يؤدي إلى العداوة والبغضاء وانعدام الثقة بين الناس.

كما يُسن له رد السلام على من بداخل المنزل ليطمئن من في الدار وكذلك يجب عدم الوقوف أمام الباب مباشرة وإنما يكون الوقوف عن يمين أو يسار الباب بحيث لا يرى الشخص الذي يفتح الباب ولا يرى من بداخل المنزل .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا زار أحدكم أخاه فجلس عنده فلا يقومن حتى يستأذنه»؛ أي أن الاستئذان في الدخول والخروج أيضا حتى يفسح له الطريق للمرور إلى خارج المنزل .
كذلك يكون الاستئذان بين أفراد العائلة الواحدة فقد روى مالك عن صفوان بن سُليم عن عطاء بن يسار أن رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- سأله رجل فقال: يا رسول الله، أستأذن على أمي؟ فقال: (نعم). قال الرجل: إني معها في البيت، فقال رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم-: (أستأذن عليها) فقال الرجل: إني خادمها! فقال رسول اللَّه- صلى الله عليه وسلم-: (استأذن عليها، أتحب أن تراها عريانة؟)، قال: لا. قال: (فاستأذن عليها).

فوائد الاستئذان لا تعد ولا تحصى فمن تربى عليه نال حظاً وافراً من الأدب والأخلاق ، ولذلك أمرنا القرآن الكريم بأن نغرس فضيلة الاستئذان في نفوس أطفالنا منذ الصغر حيث قال تعالى “: وَإِذَا بَلَغَ الأطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ “. [ النور : 59 ].

إقرأ أيضا

هل نتمتع بوجود القلب السليم الوارد ذكره في القرآن الكريم ؟

إن الاستئذان ما أعظمه من فضيلة نحن في أمس الحاجة إليها في الوقت الراهن نتمسك بها ونغرسها في نفوس الأبناء لينشئوا عليها ويجعلونها خُلقا يتحلون به ويعاملون به غيرهم .