بيومي فؤاد في حبر سري والجمع بين الاعتماد على ذاكرة السمك والكِبْر

بعد مضي 144 يوم من فيديو الهجوم على الممثل محمد سلام، ظهر الممثل بيومي فؤاد في حبر سري البرنامج الحواري الذي تعرضه قناة القاهرة والناس ليوضح فيه ملابسات ما حدث.

هل من الخطأ أن يظهر بيومي فؤاد في حبر سري ؟

وليس هناك خطأ من معدين البرنامج في اختيار بيومي فؤاد ليكون ضيف موسم حبر سري، بصرف النظر عن محاولة المذيعة تلميع بيومي أو على الأقل، محاولة استجداء تعاطف معه من خلال سؤالها «لو محمد سلام اعتذر ليك؟» دون أن تسأل سؤالاً ثانيًا وهو «فكرت في الاعتذار لمحمد سلام».

وسبب عدم وقوع البرنامج في الخطأ ليس فقط في أن القائمين عليه أحرارًا، بقدر ما أن بيومي فؤاد من حقه أن يظهر ويدافع عن نفسه (لو كان مظلومًا)، ويرد على الناس.

بيومي فؤاد والاعتماد على ذاكرة السمك

خلال هذا اللقاء ظهر بيومي فؤاد وكأنه في وادٍ والدنيا كلها في وادٍ آخر، فهو لا يعرف ما هي مشكلته مع الناس (اللي زعلانين منه)؛ فمشكلة الناس مع بيومي ليس في أنه شارك بمسرحية في خضم الأحداث الجارية في غزة، ولا حتى في أن بيومي ورفاقه لم يفعلوا مثل محمد سلام خلال فيديو اعتذاره يوم 25 أكتوبر 2023م.

المشكلة بين الناس وبيومي فؤاد أنه ظهر في فيديو يوم 5 نوفمبر 2023م وادعى على محمد سلام ما ليس فيه حيث قال له «من حقك تعتذر عن المسرحية .. لكن مش من حقك تغلط في فنك»؛ على أساس أن محمد سلام قال «مش هقدر أضحك الناس» وتلك إساءة بالغة من محمد سلام في حق الفن (على حد وصف بيومي فؤاد)، وهذه هي مشكلة الناس مع بيومي فؤاد لكنه يعتمد على ذاكرة السمك لدى الجمهور.

العجيب أن بيومي فؤاد في حبر سري تراجع عن قوله وقال «أنا غلطت لما قولت إحنا مش مضحكاتية»؛ وتلك مشكلة أخرى وقع فيها بيومي وهي الكِبَر.

وفي استمرار لمسلسل التراجع تراجع بيومي فؤاد عن الأيْمَان التي حلف بها «إحنا مش بتوع فلوس والله»، وقال «إحنا بتوع فلوس» على أساس أن ذلك عمل وليس هناك عمل دون مقابل، وربما هذا هو أكثر شيء كان بيومي فؤاد صادقًا فيه، ننصحه بأن يكفر عن أيْمَانِه.

وفي استمرار للاعتماد على ذاكرة السمك فإن بيومي فؤاد برر الفيديو الذي ظهر فيه وقال أنه جاء في سياق الدفاع عن محمد أنور والذي وصفه بأنه راجل وأدها، ثم ألقى عليه ثوب المظلومية.

والاعتماد هنا على ذاكرة السمك أن بيومي نسي أمرًا هامًّا وهو أن الهجوم الذي تعرض له محمد أنور كان هو السبب فيه وليس فيديو محمد سلام، فمحمد أنور رفع فيديو بكاءه على مجزرة المعمداني بتاريخ 18 أكتوبر 2023م وحُذِف بعدها مباشرةً (حسب كلامه) وفي يوم 26 من نفس الشهر هوجم على ذلك وترك الناس يتكلمون عن المسألة وربطها بموضوع المسرحية؛ إلى نفى صحفيًا يوم 31 أكتوبر على المصري اليوم وفي تصريح صحفي يوم 4 نوفمبر على موقع القاهرة 24، فتأخره في التوضيح هو سبب الهجوم عليه، خصوصًا أنه بعد ساعات من هجوم الناس  اكتفى بنشر صورة يحسبن فيها على من ظلموه، ولم يكتب منشورًا ولم يظهر في فيديو ليوضح حينها، هذا إن كان كلامه صدق.

إقرأ أيضا

غزّة .. بسمة بتِقهر لِهموم

اقرأ أيضًا 
بيومي فؤاد ينتظر نهاية الحرب على غزة “هذا ما يريده وذاك ما سينتظره”

عزيزي بيومي فؤاد .. لست في صدد أن أقول لك ليتك سكت، فالحقيقة أن تحتاج لأن تتكلم لكونك مهدد جماهيرًا وباعترافك أنك اعتذرت عن أعمال بسبب أن الناس لا يتحملوا رؤيتك، لكني في صدد أن أقول لك ليتك لا تكابر، ولقاءك في حبر سري هو بمثابة رصاصة الرحمة على آخر رمق لك عند الناس في مصر.