216 مشاهدة
عن محور التنمية الهندي الخليجي الإسرائيلي .. معلومات قد تهمك
أدهشني للغاية بعد إعلان قمة مجموعة العشرين عن محور التنمية والخط البحري الحديدي الذي يربط بين الهند والإمارات والمملكة العربية السعودية وإسرائيل وأوروبا هذا الغضب المصري الشعبي، واعتبار هذا المحور موجها ضد قناة السويس التي تعمل منذ قرن ونصف في هذا العالم.
مبدئيا عزيزي القاريء دعني أوجه السؤال الأول هل تستخدم الهند أو الإمارات أو السعودية قناة السويس خاصة بالنسبة للأشقاء العرب الذي يعتمد التصدير عندهما على النفط.
حسب التقارير المنشورة ٩٠% من صادرات النفط الاماراتية وكذلك ٧٠% من صادرات النفط السعودية لا تستخدم قناة السويس لأنها تصدر إلى اليابان التي تستورد ٩٠% من نفط الإمارات عن طريق خليج هرمز وأكبر مستوردى نفط المملكة العربية السعودية هما دولتا الصين وكوريا حيث لا تمثل تجارة النفط مع أوروبا سوى ١٥% وتعتمد القارة العجوز بشكل رئيسي على النفط الليبي والجزائري ونيجيريا وروسيا والولايات المتحدة ونفط بحر الشمال البريطاني بل وأغلب الحركة بقناة السويس تاتى من الصين وكوريا وتايوان وهونج كونج وإندونيسيا وماليزيا إلى أوروبا والعكس صحيح.
كذلك تكشف التقارير عن أن حجم التجارة الهندية والخليج مع أوروبا لايمثل إلا ٥% من حركة النقل بالقناة.
المدهش أيضا هو مقارنة النقل البحري بالنقل البري، حيث ثبت عبر مر العصور سهولة وقلة التكلفة في النقل البحري عن البري، ولنضرب مثلا في هذا دعنا نعد إلى سفينة واحدة تحمل على الأقل ٢٤ ألف حاوية، تعبر قناة السويس مع العلم أن بعض السفن تحمل ٤٨ ألف حاوية والبعض مؤخرا نجح في انتاج سفن تحمل ستين ألف حاوية، لكن ٢٤ ألف حاوية عزيزي القاريء تحتاج إلى قطار طوله ١٦٥ كم، وهو ما لم تخترعه العالم حتى الأن، أي أن حمولة سفينة صغيرة واحدة تحتاج إلى ما يزيد عن ٨ ألاف قطار وهو من المستحيل تنفيذه.
تخيل عزيزي القاريء أن القناة يعبرها ما يزيد عن ٦٠ سقينة يوميا، أي يحتاج المحور لمنافستها إلى نصف مليار قطار
لهذا يستحيل مقارنة المحور بقناة السويس، ويمكن اعتباره منافسا لمحاولة روسيا احياء طريق الحرير عبر محور بري أخر.
خاصة أن كل ما تقوده الولايات المتحدة مؤخرا – مع وجود بايدن وتأييده للمحور – هو في الأساس موجه إلى روسيا ومن أجل مصلحة ربط الكيان الصهيوني بالخليج
اهدأ عزيزي القاريء قناة السويس خارج المنافسة
وكل تلك المشاريع النظرية لم ولن تؤثر على أمن مصر الإقليمي نهائيا
الكاتب
ما هو انطباعك؟
