رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
2٬216   مشاهدة  

كريستي براون .. العبقري والقدم المعجزة (فيديو)

كريستي براون
  • محمد الموجي ممثل وكاتب مصري، تخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعمل بعدد من المؤسسات الإعلامية بينهم قناة أون تي في ووكالة أونا للأنباء وموقع إكسترا نيوز وموقع كسرة والمولد، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج.

    كاتب نجم جديد



بعد مرور عام على ولادته، وبعد أن لاحظت أمه أكثر من خلل وعلة في جسده، قررت استشارة الأطباء “لماذا لا يستطيع ابني أن يجلس في مكانه أو يتحرك؟ لماذا تلتف يديه إلى الخلف ولا يستطيع تحريكهما؟”، كانت إجابة الأطباء بشأن كريستي براون صادمة لأمه، بل لم تؤمن بها أبدًا “ابنك يعاني التخلف العقلي وسيظل هكذا حتى الموت”.

كريستي براون وُلد في أيرلندا عام 1932 ليكون الابن العاشر لأسرته، ولم يكن الأخير إذ وُلد بعده 12 شخصًا آخر لنفس الأسرة الفقيرة!

نصح الأطباء أسرته بألا تعير علاجه اهتمامًا، فهو مصاب بالشلل الدماغي ولا علاج له، لكن الأم أصرت أنه ليس كما يدعون، كانت تؤكد “إحساسي يؤكد غير ذلك”، حتى بلغ الولد السادسة من عمره وظل غير قادر على أي حركة أو التعبير بكلام مفهوم، كان على حد وصفه مجرد جسدٍ مشدود متيبس، فنصحها الأطباء بنقله إلى ملجأ، لكنها رفضت أيضًا.

كريستي براون

كريستي براون والقدم “معجزة”

في أحد أيام شهر ديسمبر كانت السماء تمطر ثلوجًا، الأم كالعادة في مطبخها تعد الطعام، الأبناء يجلسون بجوار أبيهم الذي كان يعمل عامل بناء؛ ليذاكروا دروسهم، بينما الصغير مازال قابعًا في عزلته الموحشة يراقب كل ما يدور حوله من دون أن يشارك فيه، لكن هذه المرة لمعت عيناه حين رأى أصبع طباشير “أصفر اللون” في يد شقيقته، تحركت قدمه اليسرى عن عمد نحوها وخطفه ليحاول أن يصدر أول تعبير لأسرته، دون على الأرض خربشات خطية غير مفهومة “أنا أرى وأشعر وأدرك مثلكم.. أنا أعيش معكم”.

تخرج الأم من المطبخ لتُذهل “ما الذي يحدث؟” ترى الجميع مندهشًا من فعل كريستي، تأخذ منه إصبع الطباشير وترسم له حرف “A”، تطلب منه إعادة رسمه مرة أخرى لكنه يفشل، يحاول مرة ثالثة ورابعة فينكسر إصبع الطباشير بين أصابع قدمه، يطأطأ رأسه كمهزومٍ قرر أن يتخلى عن حلمه، للمرة التي لن أستطيع ذكر رقمها تدعمه أمه تنظر إليه بعينٍ يملؤها الأمل تضع يديها على كتفيه، تنطق العين “افعلها لأجلي”.

يعاود الصغير محاولاته مرة أخرى، يستنفر كل طاقته وينجح في رسم هذا الحرف “A”، ليدرك الجميع أن الأم كانت على حق ابنها يدرك كل ما حوله، وتقرر الأم أن تعلم ابنها كل الحروف وأسماء الأشياء والحيوانات، لينجح ويصرخ ويتمتم بأحرف غير مفهومة، حتى يكافئها ذات يوم بكتابة لفظ “Mother” دون أن تعلمه إياه، فيحمر وجهها وتحضنه فخورة بانتصارها.

كريستي براون
لقطة من فيلم my left foot

تمر الأيام وتصبح القدم اليسرى هي الأداة الرئيسية للصغير للكتابة والتعبير عن نفسه، بل والحركة أيضًا، أصبح يستخدمها ليزحف أرضًا وينتقل من مكان لآخر بقوة الدفع.

كريستي براون اليأس مرة أخرى

بعد أن تعلم براون الصغير الكتابة والقراءة بمساعدة أمه، يأس من هذه الحياة مرة أخرى شعر أنه شخص يعيش حياة لا جدوى منها، يلعب كل الأطفال في سنه مختلف الألعاب وخاصة كرة القدم، بينما هو غير قادر إلا على الزحف ومشاركتهم بابتسامة.

حتى يرى الألوان، تعجبه هذه اللعبة “الرسم كثيرًا، تلاحظ الأم هذا فتشتري له فرشة رسم وألوانًا وكتبًا ليتعلم الرسم، يتطور استخدام قدمه اليسرى إلى جانب استخدام فمه ورأسه، يرسم أفراد أسرته والأسماك النافقة وقطع الأثاث، يرسم ما تراه عيناه، ويعود الأمل في الحياة.

تصل رسومات براون إلى صحيفة الإندبندانت، بواسطة صديقة لبراون وأسرته، لا يصدق الصحفيون أن هذه الرسومات رسمت بقدم واحدة، فيقررون زيارته؛ ليصعدوا غرفته فيجدونه منكبًا على رأسه لاستكمال إحدى لوحاته والعرق يملئ وجهه.

YouTube player

تخلى عن قدمك اليسرى

خلال رحلة علاج براون، واجه أصعب طلب من إحدى الطبيبات المعالجات له، إذ طلبت منه أن يتخلى عن استخدام قدمه اليسرى كي تكون أولى خطوات العلاج، فالبرغم من أنها كانت نافذته ومتنفسه على الحياة إلا أنها أتاحت لباقي أعضاء الجسد ألا يحاولوا التعبير أيضًا، تعجب الشاب البالغ من العمر 18 عامًا في بداية الأمر إلا أنه وافقها رغبة في الشفاء قائلًا “سأفعل”.

في بلدته تنشأ عيادة لمعاجلة الشلل الدماغي، يواظب على العلاج لمدة عام، حتى يصاب بحالة من الملل من بكاء الأطفال وصريخ المرضى يُصاب باليأس مرةً أخرى، حتى تظهر فتاة وصفها هو بأجمل فتاة رأها في حياته اسمها “شيلا”، فأحب العيادة أو أحب من بها، ولم تكن المرة الأولى التي يحب فيها فتاة، فأحب من قبل فتاة أخرى لم تقبل بلوحاته كهدية عاطفية.

عام 1972 تزوج من فتاة أحبها -ممرضته- كانت تُدعى ماري كار وترك الحياة مع أسرته من أجل العيش معها، حتى ساءت حالته الصحية وتُوفي عن عمر يناهز الـ 50 عامًا.

إقرأ أيضا
الريس مرسي بركة

انتشرت شكوك كثيرة بشأن أن ماري كانت تسيء معاملته وتستغله لا تحبه كما ذكرت، خاصة أن ثمة علامات ضرب وجدت على جسده بعد وفاته وأن ماري كان تعمل كفتاة ليل، حسبما ذكرت الكاتبة جورجينا هامبلتون في كتاب لها وأحد أشقاء كريستي أيضًا.

كريستي براون
كريستي وزوجته ماري كار

كتاب وفيلم كريستي براون 

يقرر كريستي براون خوض رحلة جديدة في حياته، من خلال عقد اتفاقًا مع أخيه الصغير؛ يساعده على كتابة موضوعاته المدرسية مقابل أن يدون قصة حياته بيديه في كتاب أسماه “My left foot”، فيكتب له ما يقرب من 400 صفحة عن نضاله ودعم أبويه له ليتغلب على المرض، ويصبح واحد من أشهر الشخصيات الفنية التي تغلبت على مرضها، ويحقق الكتاب الذي تُرجم إلى 14 لغةً ويحقق مبيعات تقترب من الـ 400 ألف دولار.

يتحول الكتاب إلى فيلم يحمل نفس الاسم “My Left Foot”، إنتاج 1989، ويجسد دور البطولة فيه الممثل العظيم “دانيال داي لويس” ويحصل على أوسكار عن أدائه لهذه الشخصية الصعبة ببراعة، وتحصل الممثلة بريندا فريكر التي جسدت دور أمه على الأوسكار أفضل دور مساعد، بينما حصل الفيلم على 21 جائزة أخرى ورشح لـ 20 جائزة أيضًا.

YouTube player

المصادر: (1)، (2)، (3)، كتاب My Left Foot سيرة ذاتية

الكاتب

  • كريستي براون محمد الموجي

    محمد الموجي ممثل وكاتب مصري، تخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعمل بعدد من المؤسسات الإعلامية بينهم قناة أون تي في ووكالة أونا للأنباء وموقع إكسترا نيوز وموقع كسرة والمولد، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج.

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان