رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
250   مشاهدة  

لنوزع الميراث بالتساوي بين الذكر والأنثى ونمنع تعدد الزوجات .. ديننا العظيم صالح لكل العصور

دين
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



كيف للدين أن يكون صالحاً لكل العصور؟

سؤال هام للغاية لكن الإجابة عليه بسيطة جداً، وهي : على الدين أن يسمح بإعمال العقل لا عبادة النص، عليه أن يكون مرناً لا متجمداً، وديننا العظيم ضرب أعظم الأمثال في هذا في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي أعمل العقل واتخذ قراراً بعدم تطبيق حد السرقة في عام المجاعة، وهذا تعطيل لحد من حدود الإسلام المذكور نصاً في القرأن من أجل ظرف اجتماعي اقتصادي عام، الأكثر مرونة أن عمر بن الخطاب نفسه اتخذ قراراً بإيقاف سهم المؤلفة قلوبهم من الصدقة مخالفاً للنص القرأني “( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم ( “

 رأي بن الخطاب رضي عنه الإسلام قوياً ودولته كبيرة لا تحتاج لذلك البذل فمنعه دون أن يتهمه أحدهم بتعطيل حدود ، بعد أعوام قليلة من وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وانقطاع الوحي للأبد كان الخليفة وثاني المبشرين بالجنة الفاروق يدرك أن المتغير يمنح الدين والدولة القدرة على الحياة وأن التوحيد والفروض الأساسية تمنح العقل قدرته على قبول التغيير.

وفي عصرنا الحديث، وبعد أكثر من ألف وآربعمائة عام يعتبر الناس أي محاولة للتغيير درباً من الكفر ، على الرغم من التغيير الشامل المجتمعي والإقتصادي والحياتي بفعل التطور، ربما لا نملك حالياً بن الخطاب لكن الله لم يذهب بعقولنا بعد، وديننا العظيم الذي سمح بتعطيل بعض حدوده وتغيير بعض مقرراته مازال متيناً وعظيماً يسمح بالمزيد.

لم يعد لائقاً على الإطلاق توريث المرأة نصف الرجل في مجتمع أصبحت تعول أكثر من ٥٥٪ من عائلاته نساء، لماذا لا يعمل العلماء المتنورين على تحقيق جديد لمرونة الإسلام وصلاحيته لجميع العصور بمنح المواريث سواسية دون الرجوع للجنس

هل هذا كفراً وتغيير لحدود الله، والله أن الدعوة للكفر ذاته هي التجمد وعدم التدبر وإعمال العقل؟

لماذا لا نصدر فتوى أخرى بمنع تعدد الزوجات مع العلم أننا عطلنا مجتمعياً العديد من الحدود فيما يخص الزواج والطلاق، كانت الصحابيات يتطلقن من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ويتزوجن دون عار أو قضايا أو محاكم، كانت الحياة أكثر سلاسة والمرأة أكثر حرية، لكننا فقط عطلنا ما يخص المرأة ورفضنا بحكم الذكورية وقيم البداوة التي تسللت إلى الدولة الإسلامية على مر العصور أن نمنحها حقوقها بل وتمسكنا بالحقوق الذكورية واعتبرناها وحدها المقدسة لا النص القرأني.

نطالب بتوحيد الميراث بين الذكر والأنثى وللعلم هناك حالات متعددة طبقاً للشرع تحصل فيها المرأة على قيمة مساوية للذكر لكننا نتعمد إغفالها، ونطالب بمنع التعدد في عصر لم يعد فيه الرجال قادرين على فتح بيت واحد ويعتمدون اعتماداً كبيراً على زوجاتهم، في عصر صار العدل فيه درباً من خيال، وصار مهيناً للمرأة.

نحن لا نحتاج لتجديد الخطاب الديني فقط بل إلى تجديد العقل الديني ومنحه العلم والشجاعة لمواجهة تغيرات المجتمع.

عن نفسي سأمنح ميراثي متساوياً بين بنتاي وابني الذكر وأنا أثق أن الله سبحانه وتعالى سيضع هذا في ميزان حسناتي.

إقرأ أيضا
علي صبحي

 

إقرأ أيضاً

الثوابت الوهمية.. (الجزء التالت: تحريم الرق)04 – بقط الراشدين وتقيين الأمويين

الكاتب

  • دين أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide






حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان