أشغال شقة وبابا جه.. كوميديا مختلفة واهتمام بالتفاصيل

خلال الموسم الرمضاني يهتم الكثير من المشاهدين بمتابعة المسلسلات الكوميدية ويتميز الموسم الحالي بمسلسلات كوميدية كثيرة مثل مسلسل “الكبير أوي 8″ و”أشغال شقة” و”بابا جه” ومسلسل “فراولة” ومسلسل “خالد نور وولده نور خالد” ومسلسل “كامل العدد +1” وغيرهم من المسلسلات.

بعض هذه المسلسلات تتكون من 15 حلقة مثل “كامل العدد +1” لدينا الشربيني ومسلسل “بابا جه” لأكرم حسني ومسلسل “أشغال شقة” لهشام ماجد وهي مسلسلات تعرض في النصف الأول من موسم رمضان 2024.

اقرأ أيضًا
لماذا ينتظر الجمهور كامل العدد بفارغ الصبر

يبدو الاهتمام بالتفاصيل هو السمة الأبرز في مسلسلي “كامل العدد +1” ومسلسل “أشغال شقة”، فنجد أن الشخصيات التي تكمل معنا من الموسم السابق في “كامل العدد” تكمل في سياقاتها حتى مبررات غياب بعض الممثلين بسبب وفاة الفنان مصطفى درويش -رحمه الله- أو انسحاب الممثلة آية سماحة من الجزء الثاني لانشغالها بتصوير أعمال أخرى، وجد لها صناع المسلسل مبررات منطقية ولها دلالات بل وتم البناء على هذه المبررات لتصبح جزء من نسيج العمل الفني.

يحتفظ “كامل العدد” بسمته الرئيسية كونه مسلسل لايت كوميدي يناقش أزمات اجتماعية تواجه الأسر لأسباب مختلفة، الشخصيات لا تتغير بين يوم وليلة ما زالت الشخصيات كما هي بدوافعهم ورغباتهم وقرارتهم، ولكن هناك تغيرات طفيفة على هذه الشخصيات تتناسب مع المدة الزمنية البسيطة التي مرت حتى الشخصيات الجديدة مثل شخصية صدقي صخر استطاعت أن تدخل عالم المسلسل بكل أريحية ودون مشكلات لتنضم لنسيجه المتكامل.

“أشغال شقة” التفاصيل مهمة

أهم ميزة لفتت انتباهي في مسلسل “أشغال شقة” هي الاهتمام بالتفاصيل، عناية فائقة في تفصيلات صغيرة جدا وهامشية أحيانا كصورة زواج حمدي/هشام ماجد وياسمين/ أسماء جلال بطلا المسلسل حيث نجد نورهان/ شيرين والدة حمدي تجلس بجواره في كوشة الفرح بينما تقف زوجته بجوارهما، بعد الإنجاب لا ينقص وزن ياسمين مرة واحدة، كما يحدث في المسلسلات الأخرى ولكن تنقص بطنها تدريجيا.. حتى التفصيلات الخاصة بعمل حمدي في هيئة الطب الشرعي شكل شخصيته وتفضيلاتها واهتمامتها المختلفة كالألوان التي يفضلها وشخصيته الهادئة التي تحاول أن تفصل بين أمه وزوجته وتنأى بنفسها عن الصراعات.

يناقش المسلسل بشكل كوميدي العلاقات المرضية للأمهات بأبنائهم سواء كانت هذه العلاقة هي تعلق مرضي بالابن كما في حالة نورهان وحمدي أو تجاهل وعدم اكتراث أو اعتناء كما في حالة سوسن التي تقوم بدورها الفنانة سلوى محمد علي وياسمين.

حتى ضيوف الشرف الذين يجسدون أنماط مختلفة من مساعدات المنازل فكل شخصية ظهرت حتى الآن تفاصيلها مختلفة.

أزمتى الحقيقية بالمسلسل هو المبالغة في إظهار الكوميديا كأن تنفجر الشقة دون أن يموت أحد ولكنهم جميعا متسمرون في أماكنهم وقد ملأهم اللون الأسود وهي كوميديا انتهت من زمن طويل وكأنها قادمة من ستينيات القرن الماضي، وأيضا مشهد دخول الفتاة الشامية لمصلحة الطب الشرعي وانبهار الجميع بها وكأنه مشهد من فيلم “التجربة الدنماركية” الحقيقة أنهم استعانوا بمشهد شبيه في المسلسل في نهاية الحلقة الخامسة، هذه العيوب كانت نقطة رئيسية في الحيرة في تقييم المسلسل حتى الآن.. ولكنه من المسلسلات المرشحة للمشاهدة بشدة حتى الآن.

“بابا جه” أزمات الحياة بشكل كوميدي

إقرأ أيضا

شجيع بمسلسل جولة أخيرة .. كسب في الماتش ولا الحقيقة

مسلسل “بابا جه” لـ أكرم حسني هو تمصير لفيلم كوري بالفكرة نفسها، ولكن مع تمصير الفكرة وجعلها أشبه بالواقع المصري أكثر، ومع إشارة في تترات المسلسل إلى الاقتباس وهو أمر جيد للغاية، يستمر أكرم حسني في اختيار أفكار مختلفة وجريئة ولكن هذه المرة وحتى الآن تبدو المعالجة أكثر انضباطا والتجسيد جيد للغاية من أكرم حسني ونسرين أمين وحتى الطفلة التي تجسد ابنتهما في المسلسل.

يناقش المسلسل في جوهره قضية مهمة للغاية وهو دور الأب في حياة أبنائه، ومع اختلاف شكل الأب ودوره وحتى تأثيره غيابه ووجوده الأزمات التي يواجهها وتأثيره كل هذه الأمور على قرارته وعلى حياة أسرته فالأب العاطل المحبط هشام الذي يجسده أكرم حسني تسبب في أن ابنته تشعر بأن وجوده لا قيمة له في حياتها بينما غياب الأب عن المراهق عمر واخته تسبب في تورطهما في أعمال إجرامية لا أخلاقية.

حتى الآن المسلسلات الثلاث السابقة حافظت على وتيرة جيدة وبها اهتمام واضح بالتفاصيل مما يجعلها في نطاق المسلسلات الكوميدية هي الأفضل حتى الآن.. هناك مسلسلات أخرى يختلف إيقاعها وجودتها من حكاية لأخرى مثل مسلسل الكبير أوي وهو ما سنعرفه خلال الأيام القادمة من الموسم الرمضاني.