رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
58   مشاهدة  

الحلقة الثانية من مسلسل المداح 4.. معالجة جيدة لفكرة الخطاب والفوضى الدينية

الحلقة الثانية من مسلسل المداح الجزء الرابع
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



للدراما التلفزيونية قدرة كبيرة على التأثير في حياة الأفراد بطريقة مباشرة وغير مباشرة ـ  وإن اختلفت نسبة التأثير ـ والعمل المبدع هو الذي يوصل رسالته للجمهور بطريقة غير مباشرة تُفهم من سياق الأحداث، وهو ما حدث في مشهد من مشاهد الحلقة الثانية من مسلسل المداح الجزء الرابع.

ولأن تأثير الدراما التلفزيونية كبير وله قدرة لا يُستهان بها في نشر الأفكار وطرح وجهات النظر إلى الجماهير كان هناك حوار ثنائي بين الدكتور ( سميح ) ـ فتحي عبد الوهاب ـ  و شيخ المسجد ( صادق )ـ أشرف طلبة ـ ملخصة تساؤلات طالمَا بحثا عنه وهو ” كيفية تجديد الخطاب الديني ومسؤولية مَن تلك الفوضى الحاصلة على الساحة الدعوية ).

قبل طرح الحوار في مشهد من مشاهد الحلقة الثانية من مسلسل المداح، نتوقف قليلًا على سمات شخصيات الحوار لأنها تؤثر بشكل كبير في سير الحدث الدرامي.

أولًا: الدكتور سميح: من خلال أحداث الحلقة الأولى و بعض من أحداث الحلقة الثانية فهو عالم متفقه في الدين لا سيما في بلاغات وتفاسير القرآن الكريم، هذه هي الشخصية الظاهرة للأشخاص العاديين، وهو شيطان متمثل في هيئة إنسان يبث أفكاره ورؤيته إلى البسطاء والعامة، وقد كشف نفسه لشخصية ( صابر) ـ حمادة هلال ـ  وهو يعرف جيدًا أنه الشيطان ( قزح ) وليس شخصية الشيخ ( سميح ).

الحلقة الثانية من مسلسل المداح الجزء الرابع
الحلقة الثانية من مسلسل المداح الجزء الرابع

ثانيًا : شخصية الشيخ ( صادق ) شيخ المسجد فهي شخصية في رسمها بسيطة تعظ أهالي القرية بما يقوله القرآن بهدوء وسمت تقليدي معروف.

الحلقة الثانية من مسلسل المداح الجزء الرابع
الحلقة الثانية من مسلسل المداح الجزء الرابع

أما الحوار الذي عالج فكرة تجديد الخطاب الديني فجاء في التالي :

الأجواء : الجميع يجلس في مسجد بسيط من مساجد القرية، وخلف محراب الإمام يجلس ( سميح ) و ( صادق ) وأمامهم مجموعة من البسطاء يستمعون إلى درس ديني بعد صلاة المغرب أو العشاء ـ فالأجواء الخارجية توحي بذلك ـ .

الحوار :

ـ الشيح ( صادق ) : الغريب لما الإنسان بيسأل عن فتوى مبيبقاش عايز يعرف هو صح أو غلط  بيبقى عايز يسمع اللي نفسه فيه .. فاهمين !.

ـ الدكتور ( سميح ) : وهو مين قال اللي نفسه فيه دا  لازم  يبقا غلط يعني يا شيخ صادق .

ـ الشيخ ( صادق ):النفس دايما أمارة بالسوء يا سميح

ـ ( سميح ): نفس إيه اللي أمارة بالسوء !… طب أنا هضربلكم مثل يا خوانا .. فرضًا يعني فرضًا .. في شهر رمضان الكريم وواحد  في عز ما هو صايم لقى نفسه  تعبات.. تعبان .. مش قادر.. مش عارف ياخد نفسه،  وقام فطر يبقى كده نفسه أمارة بالسوء .

ـ الشيخ ( صادق ) : هو أنت  هتكون أحن عليه من ربه اللي خلقه  ..ربنا سبحانه وتعالى أداله فرصه إنه يفطر  لو كان تعبان  أو مش قادر .. وقال “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”

ـ الشيخ ( صادق ) و ( سميح) : صدق الله العظيم

الحلقة الثانية من مسلسل المداح الجزء الرابع
الحلقة الثانية من مسلسل المداح الجزء الرابع

الشيخ ( صادق ): يا اخوانا .. الصايم بيمنع نفسه عن المحرمات  وعن المحرمات اللي تقود إلى الشهوات كدا بيحس إنه عزيز كريم .. يحس بآدميته بتميزه عن الحيوانات  اللي بتسعى وراء الشهوة والرغبات .. الصيام بيعلم  الإنسان التواضع.. بيعلمه خفض الجناح .. بيعلمه دين الطبع وبكدا الإنسان يسمو بقدره  يعلو بيه وبكدا تتفتحله أبواب الخير  وبيستقيم به الطريق .

( سميح ) كلام كبير على أدمغة الناس دا يا شيخ ( صادق ) .. في حد فهم حاجه من اللي الراجل دا بيقوله .. ردوا…

إقرأ أيضا
برياني

الجميع :لا .. ثم انصرف الجميع عن الدرس .

بعد الحوار يمكننا الوقوف على مجموعة من الأمور الهامة وهي أن كلا الطرفين قد يكون على صواب من  الناحية  العقلية، كلاهما يؤيد وجهة نظر، فأما الشيخ ( صادق) فيؤيد وجهة نظره التي هي وجهة نظر الدين الجافة أي دون وجود حيثيات للحكمـ فتوى عامة ـ ، وأمّا ( سميح) فيؤيد وجهة نظره التي هي الهوى والنفس البشرية دون سند ديني، ومن هذه الثنائية يمكننا القول أن هناك حالة من الصراع في هذا المشهد فمن سيكون له الغلبة ؟!

الغلبة كانت لشخصية ( سميح ) التي تمثل الهوى، وغير هذا التمثيل فهو كعالم دين بالنسبة للعامة الموجودين أمامه بسيط في طرح أفكاره وظهر هذا في الحوار ، أما من ناحية الصورة فانفعالات وجهة ولغة جسده قادرة وحدها على إقناع الجمهور البسيط التي أمامه وإن كان الحكم الديني غير صحيح، ولا ننسى أنه في سير الخط الدرامي، هو شيطان، وكأن المؤلف يريد أن يقول : الشيطان يعظ .

أمّا شخصية ( صادق) فهي شخصية مثلت الشيخ الذي يحمل وجهة نظر الدين الصحيحة لكنه لا يمتلك الأداء الجسدي الذي يمتلكه ( سميح) ولا بساطة أسلوبه، فمن الحوار السابق نرى أن الشيخ يقول كلامًا غير مفهوم ينتمي إلى مفردات العربية الثقيلة التي يصعب على العامة فهمها، وهذا ما نعاني منه،فمعظم الدعاة يُثقلون الكلام حتى أنه لا يفه، وينصرفون إلى من يقنعهم بوجهة نظره الغير صحيحة وهم منغمسون في شكله وأسلوبه وبساطة كلامه دون الانتباه عن مصدر الكلام.

قدمت الحلقة الثانية من مسلسل المداح الجزء الرابع، معالجة وحلًا دراميًا لهذه الظاهرة، ومنها أن يكون الداعية بسيط في حديثه بسيط في أفكاره ينزل إلى مستوى العامة يدركهم ويتفاعل معهم إلى جانب الحفاظ على الأصل الديني للمسألة التي يريدون الفتوى فيها .

اقرأ أيضًا :  رؤية متكاملة لوحدة الخط الدرامي .. عن برومو مسلسل المداح 4

الكاتب

  • الحلقة الثانية من مسلسل المداح الجزء الرابع مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان