رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
149   مشاهدة  

السيد درويش .. إمام الموسيقى المصرية

السيد درويش


في برنامجٍ تلفزيونيٍ مع قناةٍ كويتية على ما أتذكر؛ رد الموسيقار رياض السنباطي على سؤال مُقدم البرنامج حول أهم شخصية موسيقية في تاريخنا المُعاصر بثلاثة كلمات “قطعاً سيد درويش”، ثم صٓمٓتٓ قليلاً وأردف “هو اللي وضع الأساس الموسيقي، اللي كلنا ماشيين عليه لحد الآن”.. قال السنباطي بوضوح “كُلنا”.

في برنامجٍ آخر مع المذيعة منى الشاذلي؛ حكى زياد الرحباني أنه في إحدى المرات كان في ألمانيا؛ لتسجيل لحن “زوروني كل سنة مرة” بصوت السيدة فيروز؛ فأستأذن للدخول موسيقي ألماني كبير؛ ليسأل زياد عن صاحب هذا اللحن، الذي أعجب الرجل كثيراً لدرجة أنه تخيل أن اللحن تيمة عالمية معروفة؛ عدت من تحت يديه؛ وأجاب زياد إجابة قريبة من إجابة الأستاذ السنباطي، وأضاف أن في بيته صورة لأثنين من الموسيقين صورة لسيد درويش، والأخرى للشيخ زكريا أحمد!!

ومنذ سنوات ليست بالبعيدة غنى أحمد علي الحجار برفقة الأسطورة “كارول كينج” في حفل شخصية العام الموسيقية، الذي تقيمه المؤسسة المنظمة لحفل جوائز الجرامي؛ وكانت بداية الغناء بينهما ب”زوروني كل سنة مرة” برضه لسيد درويش.

 

سيد درويش نبي الموسيقى الذي أرسله الله لمنطقتنا التي أرسل فيها من قبل كل من عرفتهم الإنسانية من أنبياء ورسل، بن الإسكندرية في مجدها الكوزمبوليتاني المولود في ١٧ مارس سنة ١٨٩٢، والذي لم يمت إلى الآن؛ فمثله لا يموتون أبداً. أزهري الهلة أو كان كذلك قبل ما يلبس البدلة الأفرنجي بكرافتات وبابيونات زمانها، تعلم من القرآن روح المعاني والمزيكا، وأن الله حلق المزيكا في حناجرنا وفي تجويدنا لكلماته، وفي نداءات البياعين، وندب عمال التراحيل، وغُنا عمال البناء والمعمار والفلاحين؛ فأتجه بكله نحوهم باعداً عن الغنج العثمانلي والحليات الزائدة عن الحد كالزخرف الزائد لا تغني ولا تسمن من جوع. ساعده على ذلك زواجه المبكر وهو بن ١٦ عام مما أضطره للعمل عامل بناء في مرحلة ما؛ فهو مسئول عن أسرة وأولاد.. حول سي السيد اللحن إلى قطعة من الشيكولاتة جميلة سهلة الهضم لا تسلاها، نقل الموسيقى من دور البكوات والبشاوات إلى المقاهي ودور المسرح، المسرح الذي أنتهى ك”مسرح غنائي” يحمل علماً، وتجريباً مستمراً بعد رحيله، إلا من محاولات قليلة متميزة وحقيقة، دون ذلك كانت باقي المحاولات ليس لها لا زخم ولا جمال ولا جمهور سيد درويش، جمهوره الذي سمع الغناء البوليفوني في أوبريت العشرة الطيبة، وكان يخطط بعدها للذهاب إلى روما لدراسة أكاديمية أكثر عمقاً: دراسة التأليف الموسيقي على أصوله؛ ليجمع بين قوالب التأليف الغربي، والغناء العربي .. سيد درويش الذي أنسحب عدد من مستميعه في أول حفل له على مقهى الكونكورديا؛ لأن موسيقاه أجنبية كافرة كما تحججوا؛ عندما ذهب للعالم الآخر الأجمل والأكثر رحابة؛ لقب بفنان الشعب؛ لأن موسيقاه مصرية خالصة لوجه الله والناس

إقرأ أيضا
جريدة صوت الأزهر





ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان