رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
107   مشاهدة  

حرف القاهرة في القرن الـ17.. ومصانع تميزت بها المحروسة 

حرف القاهرة
  • إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



القاهرة مليئة بالأسرار والغرائب التي ما زلنا نكتشفها حتى بعد مرور قرون عليها، وبما أنها هي قلب المحروسة كان من الطبيعي أن تحتضن حرفها وصناعاتها التي وصفها المؤرخون بالعجيبة وأفردوا لها فصولًا طويلة في كتبهم. أحد أشهر تلك الكتب التي تعتبر موسوعة علمية هو سياحتنامه مصر، الذي ذكر الدكتور الصفصافي أحمد القطوري أنه المرجع الذي اعتمدت عليه الحملة الفرنسية لمعرفة أحوال وطباع أهل مصر.

في هذا المجلد الذي تناول 8 سنوات من حياة الرحالة العثماني أوليا چلبی في مصر، تناول أشهر الحرف المصرية في نهايات القرن الـ17- تحت الحكم العثماني-، والتي وجد أن بعضها لا يوجد إلا في أم الدنيا. 

كانت بداية تعرف مؤرخنا على حرف أهل مصر من خلال ما يعرف بموكب المحتسب، أو ليلة الرؤية التي أطلق عليها المصريون عيد النسوان؛ لأنها ليلة يخرج فيها أهل البلد جميعًا للاحتفال حتى نسائهم لهن حق المشاهدة غصبًا عن أزواجهن. في ليلة الرؤية يعرف الناس موعد بداية شهر رمضان وفقًا للهلال، واقترانًا بذلك تعم الاحتفالات أرجاء المحروسة. ولما كان المحتسب- المختص بجباية الضرائب للسلطان العثماني- يخرج على رأس هذا الموكب الاحتفالي؛ كان من الطبيعي أن ينضم أهل الحرف والمهن ليشاركوا ويجاملوا المشرف الأول على أعمالهم.

الفلاحون على رأس الموكب.. وبائعو العرقسوس حاضرون

حرف القاهرة
احتفال المحمل في القاهرة

حفل ليلة المحتسب كان من أهم احتفالات القاهرة إن لم يكن بالفعل أهمها، ويضم موكبه 1400 جندي من كل فصائل الجيش المصري، إضافةً إلى المتطوعين وغيرهم. ثم يأتي بعد ذلك مكان أصحاب الحرف، والذين كان يتقدمهم الفلاحون؛ لمكانة المهنة التي اعتبرها أصحاب الشأن أول الحرف. ولم يكن صدر الموكب يضم الفلاحين العاملين بالأراضي الزراعة فقط، بل شمل مهنًا زراعية كثيرة مثل الكيالين، والمغربلين، وصانعي الغرابيل والمناخل. 

ومن ضمن أهل الحرف كان بائعي العرقسوس، الذين لم تكن لهم محال عمل وإنما كانوا باعة جائلين. إلا أن أهميتهم كانت معروفة في المجتمع؛ الأمر الذي فسره المؤرخ بحاجة المصريين للمشروب الذي يبيعونه لأنه يطرد البلغم ويقلل الكحة التي تسببها عكارة مياه النيل.

وبجانب الدواء نجد الداء، حيث يشارك في الموكب أيضًا “الدخاخنية” أي بائعي الدخان وأصحاب المقاهي. ومن المثير للانتباه أن عدد أفراد هذه المهنة كان كبيرًا، حيث بلغت أعداد حوانيتهم 1060 في القاهرة وحدها مختصة ببيع التبغ والدخان.

السكر والنشادر وملح البارود صناعات تميزت بها المحروسة 

كما نجد أن المؤلف ذكر حرفًا وصناعات غريبة في فصول أخرى تتميز بها أم الدنيا، أكد أنه لم يرها طوال ترحاله الذي دام 40 عامًا في بلاد أوروبا والشرق. وعلى رأس هذه الحرف العقارات المميزة التي رآها داخل مشفى السلطان قلاوون، مثل ترياق الفاروق المصنوع من الحيات، ومعجون العقرب المصنوع من سم العقارب.

وفيما يخص الصناعات التجارية، امتازت مصر وقتها باحتضان مصانع السكر والنشادر وملح البارود. إضافةً إلى نوع من الملح يسمى “النطرون“، كان المصريون القدماء يستخدمونه في عملية التحنيط، وتحدث أوليا چلبی عن استخداماته العديدة في صناعات مثل الزجاج، وفائدته في توفير حطب الطهي لأنه يجعل الطعام ينضج أسرع. وهو أحد السلع الهامة التي استوردتها عاصمة الدولة العثمانية “إسطنبول” من القاهرة.

إقرأ أيضا
آلية

ومن ناحية الترفيه فلا يحتاج المصريون إلى توصية، فقد تحدث الرحالة عن مشاركة العازفين، و المضحكاتية، والمهرجين، وأصحاب الحيل، والحواة في موكب ليلة المحتسب. كما أثنى على فنهم المسلي، وحيلهم التي لا تنتهي؛ وهي أحد أسباب جذب انتباه العامة والنساء إلى تلك الليلة الترفيهية الكبيرة. 

ناهيك عمن سماهم بضاربي الفشنك وألعاب النار، وهم مختصوا الألعاب النارية المختلفة الذين كانوا يحيون الاحتفالات بالفيضان. وعلى الرغم من أن الألعاب النارية فن أوروبي الأصل، إلا أن المصريين وفقًا لشهادة المؤرخ تفوقوا عليهم فيه، وأتوا باستعراضات لم يرها في أي بلد زاره من قبل. حتى أنهم في هذا الوقت المبكر من التاريخ تمكنوا من صنع أشكال وشخصيات بتلك الألعاب.

الكاتب

  • القاهرة إسراء أبوبكر

    إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان