سفر الأحلام ..عن نجاح الموجي الأسطورة والأحلام المؤجلة

عام 1986 عرض مسلسل سفر الأحلام  تأليف وحيد حامد وإخراج سمير سيف ، والمسلسل كان م بطولة مجموعة من الفنانين أصحاب الموهبة العالية كالفنان العملاق محمود مرسي والفنان صلاح السعدني في شبابه وآثار الحكيم في بدايتها والفنان عبد العزيز مخيون الرائع والفنان النادر نجاح الموجي وآخرين.

تقف أمام هذا المسلسل متذكرا حلمك الخاص، فسفر الأحلام يعبر عن أحلام شباب أتوا من محافظات مختلفة إلى القاهرة خصيصا كي يحققوها. من تركت محافظتها لأجل فرصة عمل بعد التخرج في الجامعة، ومن ترك قريته من أجل لقمة عيش بلا شائبة حرام وخداع للغير، ومن ترك بلدته الصغيرة من أجل التأليف المسرحي.

توليفة رائعة بين خطوط فرعية بالمسلسل  وحبكة  رئيسية حول أنيس الذي يشعر بالوحدة بعد خروجه على المعاش ليحول بيته إلى فندق متواضع حتى يستقبل الناس ويحل مشكلاتهم.

في الواقع شخصية أنيس قريبة جدا من شخصية أبو العلا التي جسدها أيضا محمود مرسي بمسلسل أبو العلا البشري.

اقرأ أيضا…رجل في زمن العولمة يهزم القلب بالحب

الشخص الذي نصب نفسه مصلحا اجتماعيا وأحيانا يميل إلى التدخل في شؤون الآخرين، ولكنه شخص طيب يحمل نواياة خيرة تجاه هؤلاء الشباب الذين اجتمعوا في شقته وأجروا غرف فيه.

على مستوى الأداء فسيبهرك الفنان نجاح الموجي في دور خميس، أتقن تفاصيل هذه الشخصية الريفية من حيث اللهجة وتفاصلي الشخخصية الخاصة واتقان نسبة الغباء التي يعاني منها التي ولدت مشاهد ظريفة فيها كوميديا الموقف بينه وبين فيفي يوسف التي أدت شخصية مدام ماريكا ببراعة ، مديرة الفندق .

نجاح الموجي اتقن حتى التحول الذي حدث للشخصية من شخص يتحرى الصدق في عمله عندما كان بالأرياف ولا يحب أن يفتري على بضعة عصافير ويشهد عليها زوا، إلى جاسوس لسلميمان ينقل له أخبار الفندق وما يحدث فيه، وتاجر عملة يريد جمع المال بأي شكل،  وتحول إلى .محدث النعمة كما يقول الكتاب

أما عن حلم حازم منصور (صلاح السعدني) فأعجبتني واقعية وحيد حامد في أن بعض الأحلام يتم تأجيلها، حي ثعودته لبلدته بالنهاية فيها واقعية لأن القاهرة مليئة بسفر الأحلام ومليئة بمن يحاولون فيها ولكن القليل من يصل لهدفه الحقيقي.

حتى أماني (آثار الحكيم)  انتهت أحلامها الوظيفية بالزواج كأي فتاة ريفية عادية تحلم بالبيت والأسرة والعائلة ويمكنها أن تتنازل عن طموحاتها مقابل هذا الحلم البسيط.

إقرأ أيضا

جون ويليامز هو الشخص الوحيد الذي تم ترشيحه لجائزة الأوسكار في سبعة عقود مختلفة

وفيما يخص المهندس عادل (عبد العزيز مخيون) فنهاية قصته كانت مؤلمة ولكن أيضا فيها شيء من الواقعية، وهذه من الأشياء التي أعشقها في شغل وحيد حامد رحمه الله.

المسلسل ظريف للمتابعة ولكن يعيبه كثرة الفلسفة بمشاهد المناقشات بين عادل وأنيس، فكان يمكن أن تختصر حتى لا يمل منها المشاهد.