لانش بوكس.. أو لما أمك تعمل Good Girl في البيت

عملية شرا الفورمات وتقديمها أحيانا بتكون ناجحة وغالبا بتكون فاشلة، ونجاحها في البرامج أضمن من الدراما.

بس في البرامج هنلاقي إن الحاجات العامة جدا، زي المعلومات المجردة سهلة النقل عكس الأفكار المبنية على خلفية مجتمعية، فيبقى برنامج زي من سيربح المليون سهل يتنقل مقارنة ببرنامج زي لحظة الحقيقة، اللي صعب نستنسخه إلا لو تم هندلة سقف الأسئلة وسحبه لأرضيتنا.

والفرق ده نفسه موجود في الدراما زي ما هو موجود في البرامج، فينفع مثلًا نسرق فيلم زي واحدة بواحدة، بس ماينفعش نشتري فورمات مسلسل زي The good place.

Good Girl

تقديم نسخة مصرية من مسلسل Good Girl في رأيي هو اختيار غير موفق، صحيح العمل كوميدي لكنه كوميدي اجتماعي، وتركيبة المجتمعين فارقة عن بعضها خالص، إن كان على مستوى المواطنيين الـ(Good) أو على مستوى الـ(Backstreet Boys)، بالتالي غالبية الجرايم نفسها مش منطقية الحدوث حدانا، وأجواء رجال العصابات اللي متعودين ع التصفية الجسدية ده مش موجود حدانا.

أساسا فكرة الجريمة المنظمة مالهاش أرضية في الشرق الأوسط كله تقريبا، لإن المجرم اللي هيحاول يعمل مفتح ويتلاعب بالقانون هيلاقي اللي يتلاعب بيه هو شخصيا. ده في الجزء الرابع من مسلسل La Casa de Papel، لما السلطة الإسبانية غلبت مع “ريو” شحنوه ع الشرق الأوسط عشان يعرفوا يتلاعبوا معاه براحتهم.

حلول إنتاجية ورقابية

دور الكاتب هنا هيبقى أقرب لناقل بفلتر رقابي أكتر منه مُمصِر أو مترجم مبدع، وهيقتصر دوره على هندلة الدراما المجتمعية الأمريكاني بما يتناسب وقيم الاسرة المصرية والظروف الإنتاجية.

فلو فيه مشهد أتنين متجوزين ولا مرتبطين بيبوسوا بعض.. يقصُه فورا، ولو فيه واحد بيضرب مراته ولا عياله يكمل عادي. فالإبنة المرتبكة جندريا في النسخة الأمريكاني.. تبقى في النسخة المصري ولد وخلصنا.

كمان تشمل صلاحياته تظبيط الأحداث والشخصيات حسب ما يناسب الإنتاج المحلي، فمثلا ماينفعش تبقى واحدة من النسوان التلاتة سودة ولا ينفع جوزها يبقى شرطة.

فبسبب ندرة الممثلين السود في بلدنا الأفريقية صعب نشوف عندنا خط درامي كامل يبقى شخصياته كلها سود، زي ندرة لعيبة الكورة المسيحيين كده، ولإن وجود شخصية رئيسية في الشرطة هتفتح باب رقابي كبير.. فخلينا في محامي أسلم وأسهل، وأهو حتى ينفع في لحظة يختار يساعد أسرته كإنسان طبيعي.

محاولات عبثية

صحيح السيد/ مُترجِم الفورمات شغله يبدو سهل، لإن كل حاجة جاهزة وهو يادوب هينقل من المسلسل الأصلي، إنما هيقع مع شوية تفاصيل محتاجة تعديل، زي إن باب السوبر ماركت يتقفل وقت السرقة، وطبعا إن التاتو يبقى على أيد زميلته مش شمال توتة عشان حياء المشاهدين، زي كمان إن معرض العربيات يكون فيه كاميرات.. فمرات صاحب المعرض تطلع تسرق الهارد.

بس يا كبدي هيقع في حاجات مالهاش حل أبدا، زي كيفية وصول الزميل السخيف للصندرة، وطريقة الطلوع حدانا هي سلم خشب “مِفرِد” ومتهالك.. مش سلم بيت شجرة متين زي حداهم. أو إن يبقى فيه مكان متوفر إن واحد يرمي نفسه من البلكونة ثم واحدة تثمبته وتفضل تصرخ فيه وماحدش يا خد خبر.

وغيرها من التفاصيل غير القابلة للنقل، اللي الكاتب عمرو مدحت أكيد حاول يظبطها، لكن بدا الأمر كمن يُصدر بطاطين للكونغو، مع الأعتذار للراحل يوسف وهبي.

نصيحة

مش طول الوقت أكل البيت أحسن من أكل الشارع، ماما مثلا مابتعرفش تعمل سوشي.

إقرأ أيضا

“مسلسل جري الوحوش” معالجة جديدة للفيلم أفسدتها الإمكانيات وأشياء أخرى

فعن نفسي وبعد الفرجة على تَلَت حلقات من اللانش بوكس المحلي، قررت أكمل الـ Good Gir.. وبلاها قِلة قيمة، ولو الغرض هو الضحك للضحك بدون منطق.. فماحدش هيعرف يعلي على ابن حميدو.