نهر الدم .. ضريح “سليماني” المثير حيًا وميتًا

وجرى نهر الدم، وحدث ما وصفه بعض المحللون “أكبر ضربة على أرض إيران منذ عام 1979 ، وكانت وكان ما وصلنا على وسائل الإعلام الإيرانية، بالأمس، ليس أقل من إعلان حداد، وتهديد ووعيد لمرتكبي تلك الواقعة، وتطاير الشرر من أعين المسؤولين في طهران .. حيث خَلَّفَت تلك الضربة عدد ليس بالقليل من الأرواح هناك .. وفي تقرير شامل نشرته  dw،  بالإنجليزية،  كانت كل ردود الفعل، وتفاصيل تلك العملية التي لا يمكن أن تُدرج كحادث متكرر.

قالت وزارة الصحة الإيرانية إن العشرات قتلوا في انفجارات بالقرب من قبر القائد الأعلى الإيراني الراحل في ذكرى وفاته. قُتل قاسم سليماني في هجوم بطائرة أمريكية بدون طيار في العراق عام 2020، وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني أن عشرات الأشخاص لقوا حتفهم بعد سماع انفجارات بالقرب من قبر الجنرال الإيراني قاسم سليماني يوم الأربعاء، في ذكرى مقتله، وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية نقلا عن رئيس منظمة الطوارئ الطبية الوطنية الإيرانية جعفر ميادفار إن 84 شخصا قتلوا وأصيب 284 آخرون.

ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها بعد عن التفجيرات التي تبدو أنها أكثر الهجمات دموية على الأراضي الإيرانية منذ ثورة 1979. وتم إعلان يوم الخميس يوم حداد في جميع أنحاء البلاد، وتأتي الانفجارات وسط توترات متصاعدة بالفعل بشأن حرب إسرائيل مع المقاومة الفلسطينية – وهي وحليفة إيرانية – في غزة.

 ما نعرفه عن الهجوم الدامي

ووقع الانفجاران حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر. (1130 بتوقيت جرينتش) وبعد 20 دقيقة على التوالي، ورد أنهما انفجرا بالقرب من مسجد صاحب الزمان في كرمان بجنوب إيران، حيث دُفن سليماني، وذكرت وكالة أنباء SNN أن سيارات الإسعاف توجهت نحو المقبرة، حيث تجمع المئات لإحياء ذكرى وفاة سليماني في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار على مطار بغداد عام 2020.

ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن مصادر مطلعة قولها إن هناك حقيبتين تحملان قنابل يبدو أنها تم تفجيرها عن بعد، وقال رحمن جلالي، نائب حاكم مقاطعة كرمان، للتلفزيون الرسمي إن الانفجارات كانت “هجوماً إرهابياً”، لكنه لم يقدم تفاصيل عن الجناة المحتملين، وقال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي إن السلطات الأمنية سترد “بسرعة وبقوة” على التفجيرين، وأضاف أن معظم الضحايا لقوا حتفهم في التفجير الثاني.

آية الله خامنئي يتوعد برد قوي

إقرأ أيضا

محمد سلّام .. الفعل قَد القول

وقال الزعيم الأعلى في الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي في بيان بعد عدة ساعات من الانفجارات إن “هذه المأساة ستقابل برد قوي”، وألقى باللوم على “أعداء الأمة الإيرانية الأشرار والمجرمين”، وتعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالعثور بسرعة على مرتكبي الهجوم “البشع” الذي وقع يوم الأربعاء.

وقال رئيسي في بيان “مما لا شك فيه أن مرتكبي هذا العمل الجبان سيتم قريبا التعرف عليهم ومعاقبتهم على فعلتهم الشنيعة من قبل قوات الأمن وإنفاذ القانون القادرة”، وأضاف “على أعداء الأمة أن يعلموا أن مثل هذه التصرفات لن تعطل أبدا التصميم القوي للأمة الإيرانية”، وبعد إشارة خامنئي إلى وقوف “أعداء” إيران وراء التفجيرات، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر تورط بلاده في الحادث، وقال “إن الولايات المتحدة لم تكن متورطة بأي شكل من الأشكال، وأي اقتراح بعكس ذلك هو أمر مثير للسخرية”، مضيفا “ليس لدينا أي سبب للاعتقاد بأن إسرائيل متورطة في هذا الانفجار” أيضا.