رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
412   مشاهدة  

Sully .. فيلم رائع يخطف القلب والعقل

سولي


سولي –

الأنقاذ الأفضل في تاريخ حوادث الطيران على مُستوى العالم,  في عام 2009 شهر يناير يوم 15 أقلعت الطائرة الأيرباص التابعة للخطوط الجوية الأمريكية من مطار لا جاوريدا إلى مطار شارلوت دوجلاس  الدولي, كان من المُفترض أن تكون رحلة روتينية عادية قام بها الكابتن الذي يمتلك أكثر من أربعين سنة خبرة وطاقمه إلا إنهم بعد دائق قليلة من الإقلاع فقدوا كلا المُحركين بسبب أسراب الطيور في تلك المنطقة الأمر الذي يحدُث في تلك المناطق التي تتقاطع فيها خطوط الرحلات الجوية مع خطوط أسراب الطيور.

مائتين و ثمانية ثانية فقط هي كُل ما توفر أمام الكابتن سولي ليقوم بهبوط آمن بالطائرة على صفحة نهر هدسون فيما سيُعرف بعض على أنه مُعجزة على صفحة نهر هدسون, الرائع في الأمر أن الرُكاب و طاقم الطائرة كُلهم كُتبت لهُم النجاة من هذا الحادث و ذلك أمر أكثر من رائع لدرجة لا يستطيع أي عقل تصديقها, لاحقاً و في أواخر عام 2016 و بإخراج المُعجزة الفنية التاريخية كلينت إيستوود صاحب المائة عم و بطولة الرائع دائماُ توم هانكس ستتحول قصة هذا الإنقاذ التاريخي إلى عمل فني  يحمل أسم كابتن الطائرة سولي, العمل الأكثر من رائع يحكي لنا ماذا حدث على متن الطائرة في غضون المائتي ثانية.

يبدأ الفيلم بفلاش باك للحادث وقت  بدأ تحقيقات إدارة السلامة الجوية مع الكابتن الذي صورته وسائل الإعلام على أنه بطل حقيقي يبدو أن الإدارة المعنية كان لها تحفُظات أُخرى و أنه حتى مع هذا الإنقاذ التاريخي فإن عليهم القيام بإجراء التحقيق الشامل الذي سيسمح لهم بإكتشاف الحقائق اللازمة لتوضيح أسباب الحادث و هل كان الإنقاذ الأسطوري حقيقة عمل و جُهد و قرار سليم أم مُجرد ضربة حظ و أن هُناك أخطاء قد ققام بها أحدهم و عليه أن يتحمل مسئوليته.

أجاد توم هانكس تقمُص الشخصية بكُل التفاصيل الداخلية فيها لدرجة جعلتني أشعُر أنني لا أُشاهد التحقيقات كعمل فني بل أُشاهدها بث حي, بالطبع أرسلت إدارة السلامة الجوية كُل البيانات عن الحادث إلى الشركة المُنعة للقيام بإجراء مُحاكاة لمعرفة ما إذا كان الكابتن قد تصرف بالطريقة السليمة أم لا, نتائج المُحاكاة كانت مُفاجئة للغاية فقد أثبتت أن الطيار كان يملُك الوقت الكافي و الإرتفاع المُناسب للهبوط في أحد الممرات المُعدة له من قبل فرق المُراقبة الجوية في مطار لاجوريادا أو مطار آخر كان قريب منه إيضاً الأمر الذي بدا غريباً لي.

أصر كابتن سولي على إستعجال نتائج المُحاكاة قبل الدخول إلى جلسة الإستماع التي تعقدها اللجنة و قد ساعده في ذلك الأتحاد النقابي للطيارين, بدأ عرض نتائج المُحاكاة و التي أثبتت بما لا دعو مجالاً للشك أنه كان يُمكنه العودة إلى أي من المطارين الموجودين بالقُرب منه, و هُنا بدأ الكابتن في التساؤل كم مرة تدرب الطيارين المتواجدين في برنامج المُحاكاة على القيام بهذا الأمر؟ لماذا لم يتم الأخذ في الإعتبار أن الموضوع كان مُفاجئ له و هو في الطائرة و هُناك 155 روح مُعلقة في رقبته بينما أولئك الطيارين يُدركون سيناريو المُحاكاة و لديهم الإستعداد النفسي المُناسب و الراحة الكافية لإتخاذ القرار بالهبوط في أحد المطارات القريبة؟ كانت الإجابة أن طيارين برنامج المُحاكاة قد قاموا بسبعة عشر مُحاولة قبل أن ينجحوا في الهبوط بالطائرة و أنهم كانوا على علم بالسيناريو الحادث و على هذا الأساس طلب الكابتن بإدخال العامل البشري و إعتبار وقت كافي بداخل سيناريو المُحاكاة لدراسة الأمر و إتخاذ القرار, وافقت اللجنة و أدخلت 35 ثانية فقط كوقت كافي لتجاوز الحادث الطارئ و الإمساك بزمام المُبادرة و القيام بعمليات الهبوط.

كانت النتيجة مُغايرة تماماً للنتائج الأولية فبعد إضافة ال 35 ثانية إلى مُعطيات برنامج المُحاكاة فشلت المجموعتين في الهبوط بسلام في أي من المطارات القريبة و تحطمت الطائرة و هذا يعني أن القرار الذي أتخاذه الكابتن كان سليم بصورة كبيرة, وقتها أفادت المُحققة أن كُل التحقيقات و المُعطيات لم تضع في الحُسبان أن هُناك قائد كفؤ للطائرة هو كابتن سولي و هو السبب في هذا الإنقاذ التاريخي.

ال Master scene في هذا الفيلم هو حينما قالت المُحققة و التي لعبت دورها الرائعة Anna Gunn و التي نتذكرها جيدا من مُسلسل Breaking Bad  “إن هذا الأنقاذ الاروع في التاريخ لم يكُن يتحقق دون وجودك كابتن سولي” ليرُد عليها توم هانكس “بأنه لا يتفق فهو قام بدوره و لكن فرق الإنقاذ و السلامة و شُرطة نيوريك أيضاً قاموا بدور كبير في عملية الإنقاذ”.

الرد الرائع من الكابتن على هذا التعليق يُلخص إلى حد كبير أهمية و دور كُل فرد في منظومة مُواجهة الحادث و كيف أن كُل شخص له الدور و الذي مهما كا صغيراً إلا إنه هام بشكل حيوي لنجاح عملية الإنقاذ فالأصل بالطبع أن العمل هو نتاج فريق عمل و ليس فرد بمُفرده, يبقى أن نُشيد بكُل عناصر العمل الفني و التلقائية الرائع و الأداء السلسل للمُمثلين و للمُخرج الرائع كلينت إيستود.

إقرأ أيضا
عودة

إقرأ أيضاً

فيلم ٢٠٠ جنيه .. كيف يمنحنا كل هذا الألم كل تلك السعادة؟

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان