رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
1٬769   مشاهدة  

إسماعيل يس في الأسطول .. ضحكة طفولة ووجبة رسائل عسكرية مُتخفية

من إسماعيل يس في الأسطول
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



كنت مشاغبة في سنوات طفولتي، لا أهدأ ضجيج هنا وعبث هناك ..ثرثارة بما يكفي لإزعاج والدي، لا أكف عن اللعب في شوارع قريتي طوال النهار اصطاد الدبابير الملونة وألعب بالكرة كالصبية.. أسرق زهور البقدونس و التوت الملون من الغيطان .. أسرق البيضات من جدتي وأُطعمها للكلاب .. مشاغبة متشردة حقًا !.

وربما مشاغبتي تلك أثرت على ذاكرتي فلازلت أتذكر كل تفصيلة مرت عليا في تلك السنوات.. حتى أنني أتذكر ذلك اليوم الذي أعلنت فيه القناة الأولى المصرية عن أحد أفلام إسماعيل يس في الأسطول، فلم نكن نملك هذه القناة بالإضافة إلى القناة الثانية والسادسة” الدلتا” ،  تحمست كثيرًا لمشاهدة هذا الفيلم لمعرفتي بأن هذا الممثل سيضحكني كثيرًا وربما أحفظ بعض اللقطات لأرددها بين أقراني، وللصدق أسخر من  بعضهم  بالجمل التي صورها لي عقلي حينما سمع برومو العرض.

اسماعيل يس في الأسطول
اسماعيل يس في الأسطول

اليوم في تمام الثانية عشر والنصف ظهرًا سيبدأ الفيلم، لا بأس سأحاول أن أسمّع الجزء المقرر عليا اليوم في الكُتاب وأتنازل عن هوايتي المفضلة حينها ، وهي اصطياد الدبابير الملونة في وقت الظهيرة.. سأتخلى عنها و أستمتع برائحة الأرز والموخية التي تصنعها أمي للغذاء وانتظار هذا العرض التلفزيوني الشيق، ولما لا فلم تكن أفلام الأبيض والأسود حينها  إلا وجبة غنية متكاملة تجمع التمثيل والغناء والرقص والألحان الجميلة.

وفيلم ” إسماعيل يس في الأسطول”  كان ذلك الفيلم الذي أشبع رغبات تلك المشردة فكان ملء بالضحك وبعض اللقطات الأكشن والتراجيديا، لم أرى فيه تلك المشاهد التي ما إن تُعرض تُطفئ أمي شاشة التلفزيون.

قضيت طوال الظهيرة أتابع الفيلم الذي أضحكني كثيرًا خاصة مشاهد الشويش عطية وإسماعيل يس.. هذا الثنائي الرائع اللذان شكّلا حالة استثنائية من الضحك امتد إلى الآن .

إسماعيل يس والشويش عطية
إسماعيل يس والشويش عطية

وكانت شعلة الكوميديا آن ذاك في الفيلم بعض الجمل والأفشات بين الشويش عطية وإسماعيل يس في دور العسكري رجب ” شغلتك على المدفع بروروم ..  مخالي شل ..ياعسكري مخالي شل ..هو بعينه بغباوته ..شوف عملك لوديك ف داهية يا لوح ” كلمات بسيطة لكنها كفيلة أن تضحكنا كثيرًا.

كما كان غباء العسكري رجب مع خليط الشقاوة الذي أداه أحمد رمزي  وحده دون تلك الأفشات قادر على إغراقي في الضحك ، و زينات صدقي بحركات الزار ما إن يتلبسها جن كما تقول تغرقني ضحكًا أتخيل حقيقةً إحدى الجارات وهي تصنع ما تصنعة !.. وأكثر ما يخيفني ممثل الشر محمود المليجي الذي قام بدور عباس الزفر فهو نقيض الفيلم فكما العسكري رجب يضحكنا .. عباس الزفر يُخيفنا رغم ظهوره الثانوي في الفيلم ..هذه هي طفولتي مع الأفلام الكوميدية .. ولكنّي كبرت ..تلك المشاغبة كبرت و رأيها في الفيلم اختلفت تمامًا عما كان .

كبرت وقرأت جزء من بيان اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية وكان حينها موجهًا للسينمائين، فيقول إن السينما وسيلة من وسائل التثقيف والترفيه وعلينا أن ندرك ذلك، لأنه إذا ما أُسئ استخدامها فإننا سنهوى بأنفسنا إلى الحضيض، وندفع بالشباب إلى الهاوية.

إقرأ أيضا
قبر محمود سامي البارودي

وفي مطلع ثورة يوليو 1952 ومن خلال قراءاتي اكتشفت أن الجمهورية الوليدة توجهت إلى إسماعيل يس، للمساهمة فى تحقيق واحد من أهم المبادئ الستة للثورة، وهو إقامة جيش وطني قوى، فقدم “سُمعة” منذ منتصف الخمسينيات أفلامًا بدأت بـ “إسماعيل يس فى الجيش”، وتتابعت الأسلحة مثل “الطيران” و “الأسطول” و “الشرطة العسكرية”، وأغلبها إخراج الضابط السابق الذي تفرغ للسينما الكوميدية، فطين عبدالوهاب، لأنه أدرى بالتفاصيل العسكرية.

إسماعيل يس في الجيش
إسماعيل يس في الجيش

أدركت حينها أن السينما فن مُسيس فباتت لا تخدعني تلك الجمل الكوميدية التي تضحكني وفقط فكل عمل وراءه رسالة متخفية تحتاج إلى وعي، وكان للأفلام الكوميدية نصيب في منظومة تسييس السينما فننظر إلى مجموعة أفلام إسماعيل ياسين في” الجيش – الأسطول- البوليس الحربي – الطيران” كما قلت حملت هذه الأفلام  الكوميدية القريبة من قلب الجماهير رسائل بوطنية المؤسسة العسكرية درع الوطن وسيفه تلك المؤسسة التي خلصها الضباط الأحرار من يد الملكية الفاسدة وجعلوها مؤسسة وطنية عمادها من أبناء البسطاء والفلاحين المصريين. إسماعيل يس رغم كونه أداة من أدواة العسكرية إلا أنه مضحك مضحك رغم اختلاف الأجيال واختلاف الإفيهات .

الكاتب

  • إسماعيل يس في الأسطول مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (1)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان