رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
280   مشاهدة  

“التضحية .. الفداء .. المجد” .. “الكتيبة 43 صاعقة” رأس الحربة في نصر أكتوبر (1-3)

الصاعقة المصرية تدمر الدبابات الإسرائيلية
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



“ليس أقل من 50 سنة حتى يستطيع المصريين الخروج مما هم فيه”، هكذا قال موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي ممسكًا بنظارته المقربة من فوق خط برليف، قبل حرب أكتوبر بـ 10 أيام تقريبًا .. حين كانت مصر كلها تعيش حالة من الترقب، من يعرف موعد الحرب عدد من القادة الذي يمكن أن تَعدُهم على أصابع يدك، بينما الملايين من الشعب المصري بين يائس من مراوغات السادات التي بَدَت وكأن لا نهاية لها، وبين من هو يجلس في مقر عمله الصحفي يكتب أخبارًا تفيد بأن الجبهة في حالة سكون وتنزل دموعه على أوراقه أثناء الكتابة، وبين طالب صغير السن لم تسع طاقته الجامحة كل تلك الألوان الرمادية غير الواضحة فقرر أن يثور على السادات وحكومته مطالبًا بالحرب ولا شئ غير الحرب.

 

الكتيبة 43 صاعقة
الكتيبة 43 صاعقة

وحدهم قوات الصاعقة  كانوا من أكثر الأسلحة المصرية ممارسة للحرب، وذلك بدايةً من بعد النكسة بأيام وحتى يوم النصر .. فيحكي اللواء معتز الشرقاوي عن عملية الكمين الكبير، وهي واحدة من عمليات الكتيبة 43 صاعقة قبل حرب أكتوبر، شديدة الدقة، وتحقيقًا للهدف بشكل كامل .. وذلك عندما طلب منه قام المقدم صالح فضل قائد مجموعة 127 صاعقة وهي التي ضم الكتيبة 43 بزيارة للمجموعة.. وكان جميع الضباط والجنود في حالة معنوية عالية حيث أن اليوم كان يعتبر يومًا رياضيًا بين فريقي كرة القدم داخل المجموعة .. واصطحب”الشرقاوي” بعيدًا عن المجموعة، وعرض أمامه خريطة على الأرض طالبًا منه صناعة كمين لتفجير من سيمر على من هذا الطريق شرق القناة، وسأله “فضل” : هل بمقدورك عمل كمين مُحكم في منطقة تقارب الـ 50 كيلو متر في مجموع حجمها؟ .. فأجاب “الشرقاوي” : أنا صياد سمك ماهر !

اللواء معتز الشرقاوي أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة
اللواء معتز الشرقاوي أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة

 

وقبل العملية قام معتز الشرقاوي مع فرقته من قوات الصاعقة المصرية بعمل كمين تجريبي لإثبات قدرته للقائد صلاح فضل، وبالفعل مر صلاح فضل بسيارته من منطقة مشابهة، وفجَّر معتز عبوة صغيرة أتلفت سيارة قائده فنزل القائد من سيارته وقد اطمئن قلبه على قدرة الرجل .. وهكذا جَرَت الساعات التالية في تجهيزات معتز الشرقاوي لفرقته التي تضم تسعة من أفراد الصاعقة، وعقدوا النية على أن الإذاعة الإسرائيلية سوف تبث خبر مقتل عددًا من أفراد الجيش الإسرائيلي بعد ساعات .. وعَبرت المجموعة قناة السويس سرًا في منتصف الليل، وذهبوا إلى نقطة الكمين وبدأوا بالإعداد.

 

وكان الكمين شديد الخطورة، حيث كان يعتبر من الكمائن النهارية النادرة للغاية، واختار معتز الشرقاوي قائد العملية زاوية حادة في الطريق لعمل الكمين حيث ستبطئ المركبة التي ستمر حركتها فيسهل اصطيادها، وأتم مع فرقته تجهيزات التفجير المحتمل، حيث اختار أسلاك للتفجير باللون الرمادي لأن المنطقة الجغرافية يغلب عليها ذلك اللون الرمادي، فيصعب على العدو تمييزها، واختبئ الأبطال التسعة في الأشجار والحشائش، منتظرين الفريسة التي ستمر من هنا .. وانتظروا .. وانتظروا .. وانتظروا .. ولم يمر أحد.

 

حرب الاستنزاف
حرب الاستنزاف

يحكي معتز الشرقاوي عن طول لحظات الانتظار ويقول أن أحد أبطال الصاعقة المصرية التسعة غلب عليه النعاس من طول الانتظار .. وكان كل ما لدينا زجاجة مياة صغيرة وقطعة من شوكولاتة “كورونا“، وفجأة وبدون سابق إنذار سمعنا صوت طائرة أتت مرة بعد مرة ورحلت فتأكدنا أن عملية التمويه قد نجحت تمامًا ذلك لأن الطائرة على بُعد منخفض تمامًا ولم تلاحظ وجودنا .. وبعدها وأثناء فترة الظهيرة .. وصلت الإشارة في اللاسلكي بأن الفريسة قادمة من المنطقة الجنوبية للكمين .. وتأهب الجميع بأن لحظة الصيد بعد دقائق، وربما ثوان معدودة.

 

وشَحن “الشرقاوي” الدينامو استعدادًا للتفجير، وكانت الفريسة عبارة عن سيارة (جيب) إسرائيلية بدون كَبّوت، يجلس فيها جنرال برتبة كبيرة في الجيش الإسرائيلي وبجواره سائق السيارة وفردين تأمين يجلسون بالخلف لتأمين الجنرال .. وعندما أبطئت السيارة سرعتها ضغطت على زر التفجير فانقلبت السيارة وخرج الأبطال من حشائش الكمين وفتحنا النار على الجميع، وعندما اقترب الشرقاوي من الجنرال النائم على الأرض تأكد بأن العملية قد تَمَّت وأنه سقط قتيلًا .. فانتزع عنه كتّافاته، ودس يده في بدلة الجنرال وأخذ محفظته وحقيبته التي تحمل أوراق عسكرية مهمة .. وهرع هو ورجاله عائدين إلى غرب قناة السويس وذلك بعد عملية تأمين من المدفعية التي تؤمّن عودتهم .. وقفز جميع الأبطال في القوارب عائدين من قناة السويس إلى الكتيبة 36 مشاة .. واستقبلوا الرفاق استقبال حافل، وعندما فتحوا الإذاعة الإسرائيلية .. كان ما عقدوا عليه النية حيث قال المذيع الإسرائيلي بالعبرية  : ننقل لكم خبر حزين .. مقتل قائد القطاع الجنوبي بالجيش الإسرائيلي ..  ولم نستطع العثور على منفذي العملية.

 

إقرأ أيضا
جوابات دهب

 

 

 

 

الكاتب

  • الصاعقة محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان