رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
147   مشاهدة  

هل سمعت عن “طب الفضاء”؟

طب الفضاء
  • إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



على غرار كل شيء في هذه الحياة دائمًا ما يظهر الجديد، وليس الطب بجزء منفصل حتى لا يشمله هذا الجديد؛ ربما لهذا ظهرت الحاجة إلى “طب الفضاء” الذي ظهر تكيفًا مع ظروف العالم الحديث. الحياة تسير وتتغير ومعها كل ما يخصها، قديمًا كان البشر يركبون الطائرات مندهشين من تلك الآلة العجيبة التي حققت حلمًا سخروا منه قبل مئات السنين، والآن يطلقون الرحلات الفضائية للسياحة والاستكشاف. ولأن الطب شديد الاتصال بالطبيعة البشرية المتطورة كان من الطبيعي أن تظهر في كل فترة تخصصاتها المطلوبة. 

الآن نحن نستكشف أعماق المحيطات لنتعرف على عالم نجهل 99% منه؛ ومن ثمَّ استدعت الحاجة ظهور فرع حديث من الطب يدعى “طب الأعماق“. وعلى الرغم من أن المصطلح قد يبدو غريبًا على مسامع الكثيرين، إلا أن مصر بها أطباء متخصصين في هذا الفرع منذ فترة ليست بالقصيرة، يمارسون عملهم في المناطق الساحلية المناسبة لرياضة الغطس حيث يقدمون الرعاية الطبية الخاصة للغواصين. كما لا تخلو أم الدنيا من مؤسسة ضخمة لتدريس هذا التخصص تعمل منذ 1981 م، وهي معهد الطب البحري التابع للأكاديمية العسكرية الطبية. ولم يكن “طب الفضاء” أقل شأنًا. فقد أنشأت الأكاديمية نفسها معهدًا لطب الطيران والفضاء في وقت أبكر 1980 م. 

مخاطر قوى الجاذبية أبرز اهتمامات طب الفضاء

YouTube player

الهدف الأول من وجود طب الفضاء هو تحقيق سلامة البشر أثناء السفر الجوي والفضائي، وتحليل إمكانيات مساعدتهم على التكيف في تلك البيئات التي لم يتطوروا فيها بشكل طبيعي وبالتالي لم تعتادها أجسامهم. وفقًا لجمعية طب الفضاء الدولية فإن جسم الإنسان يتعرض لعوامل قاسية خلال رحلات الطيران والفضاء بشكل خاص؛ ولذلك يعمل هذا التخصص على ضمان استعداد المشاركين في تلك الرحلات جسديًا، وتحصينهم من الإصابات المحتملة، إضافةً إلى تمكينهم من الوصول لأعلى أداء ممكن في تلك الظروف.

في الواقع لم يعد طب الفضاء الذي بدأ مهتمًا بظروف الطيران مقتصرًا على تلك النواحي، بل على العكس أصبحت التحديات الأكبر أمامه هي تكييف الإنسان على ظروف الفضاء. فعلى عكس رحلات الطيران- فيما عدا الطائرات النفاثة- يتعرض جسم الإنسان في الفضاء لمخاطر كانت منذ زمن قريب شبه مجهولة؛ على رأسها انعدام الجاذبية التي تبطئ نشاط القلب وامتصاص الأكسجين. ناهيك عن “قوى جي/ G force” والتي تسبب ضغطًا هائلًا على جسم الإنسان قد يصل إلى أكثر من ضعف وزنه، حين يصل لسرعة معينة. تلك الحالة رأيناها من قبل في أفلام الحركة، عند تصوير الطيار يخوض رحلة جوية صعبة لنجد ملامح وجهه تتغير ويبدو كما لو أن جلده يتموج منفصلًا عن عظامه. وهي حالة خطيرة غالبًا ما تسبب إغماءات وكسور، وفي الحالات القصوى الوفاة.

الإشعاع الكوني تحدي كبير أمام طب الفضاء

طب الفضاء
الإشعاع الكوني “الشمسي”

أحد أكبر المخاطر التي يتعرض لها رواد الفضاء خلال رحلاتهم هي الإشعاع المنتشر في النسيج الفضائي، منها ما ينتج عن انفجارات نجوم قديمة، ومنها ما يأتي من الشمس ويعرف باسم “الرياح الشمسية”. قدر هائل من الطاقة الإشعاعية الناتجة عن أحداث ضخمة مثل موت النجوم والانفجارات الشمسية يمكن أن يتسبب في إعطاب التكنولوجيا تمامًا على وجه الأرض، فكيف بالأضرار التي يلحقها بجسم الإنسان حين يتعرض له. لحسن الحظ يحمينا المجال المغناطيسي للأرض من التعرض لهذا النوع من الإشعاع ويحجبه عنا، فلا يصل إلا بمستويات طفيفة هي السبب في ظاهرة الشفق القطبي “أورورا”. 

يتعرض رواد الفضاء خلال رحلاتهم لقدر مؤذي من هذا الإشعاع، كما يتعرض له أطقم الرحلات الجوية عند ارتفاع معين بشكل أقل. وهنا يتدخل طب الفضاء لدراسة هذا الإشعاع ومخاطره على جسم الإنسان، والقدر الذي يمكن أن يتحمله دون التسبب في الإصابة بالسرطان أو التأثير على المهمة التي يقوم بها رائد الفضاء أو الطيار.

إقرأ أيضا
الله وشعري الذي أحب

ربما لا تظهر أهمية طب الفضاء الكبيرة في عصر تقتصر فيه الرحلات الفضائية على قلة من البشر، لكن بالتأكيد لن يتغير هذا بدونه، بل قد لا نتمكن من تعميم السفر الفضائي وتسهيله على البشر بدونه. ومن يدري ربما تطالع عزيزي القارئ هذا المقال بعد عقود وأنت على متن سفينة فضائية، في وقت تمكن فيه طب الفضاء من التغلب على المعضلات الفسيولوجية التي لم تسمح للبشر بخوض رحلات إلى كواكب أخرى أو حتى نقل حياتهم بشكل كامل إليها.

الكاتب

  • طب الفضاء إسراء أبوبكر

    إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (1)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان