” ستاربكس”.. من محمصة إلى سلسلة مقاهي عالمية

قبل نحو خمسين عامًا تأسس متجر صغير بمدينة سياتل بولاية واشنطن في أمريكا، وكان يتشابه عمله مع 1500 مقهى في المدينة آنذاك الذين كانوا يتخصصون في بيع حبوب القهوة والشاي إلى أن جاء هوارد شولتز ونجح في تحويله ليصبح أكبر مقهى في العالم يقدم قهوة ومشروبات ساخنة.

رحلة تأسيس ” ستاربكس “

بدأت رحلة ” ستاربكس ” في السبعينيات يوم 30 مارس عام 1971، وقام بتأسيس المتجر الصغير أو المحمص الذي تفرعت منه السلسلة ثلاثة أصدقاء هم؛ “جيري بالدوين” و”زيف سيجل” وجوردون بوكر” في سوق بايك بلاس التاريخي في سياتل.

ونشر المتجر بعد فترة من افتتاحه إعلانات يطلب فيها مدير تسويق لديه خبرات جيدة في العمل وقدرة على القيام بالمهام التسويقية التقليدية المعتادة، وبالفعل تقدم عدد من الأشخاص للوظيفة ومن بينهم شاب يدعى “هوارد شولتز” الذي تم قبوله لشغل وظيفة مدير تسويق في الشركة الصغيرة، ومن هنا كانت البداية الحقيقية التي بدأت منها سلسلة المطاعم الشهيرة.

مدير التسويق الذي حول تاريخ ستاربكس

التحق “هوارد شولتز” بوظيفة مدير التسويق، ونجح في أداء عمله والقيام بأدواره الطبيعية والتقليدية بالنسبة للعمل المعتاد في المدينة، إلا أن بعد مرور الوقت لاحظ “شولتز” أن المقاهي في السوق حوله يقدمون نفس المنتجات التي يقدمها المتجر الذي يعمل به بلا أي اختلاف.

وقرر مدير التسويق أن يبحث عن طريقة آخرى جديدة ومميزة يمكنه من خلالها أن يسوق للمنتجات بنفسه ولكن بشكل مختلف عن أي مقهى في السوق.

وخلال رحلته إلى إيطاليا للبحث عن عروض لمتجره، لاحظ “شولتز” أن القهوة الإيطالية مختلفة عن الأمريكية، وما يميزها أنها تجمع بين القهوة والنسكافية والاسبريسو، كما لاحظ أن الإيطاليين يشربون القهوة في مساحات واسعة ويجلسون ساعات طويلة عند شرب كوب القهوة بشكل معتاد ودائم طوال الوقت.

وأخذ “هوارد شولتز” فكرة جديدة للمقهى الذي يعمله به، وهي أن يتم تقديم وعرض مشروب مكون من نكهات مختلفة عما هو موجود في أمريكا، بالإضافة إلى تقديمه في مساحات واسعة للجلوس، وكان متأكد وواثق أن الفكرة ستنجح بشكل كبير في واشنطن.

وبالفعل عرض “شولتز” على أصحاب الشركة الأصليين أصحاب التفكير التقليدي، ولكنهم رفضوا الاقتراحات الجديدة لمدير التسويق، وأخبروه أن دور المتجر يقوم على بيع القهوة بالجملة للمتاجر والمحال وليست مقهى تقدم مشروبات ساخنة، وكان رد “شولتز” هو الاستقالة من المتجر لعدم الاهتمام بأهمية فكرته.

تطبيق مقترح “شولتز”

جاء “هوارد شولتز” في منتصف الثمانينيات بتنفيذ فكرته والقيام بها بنفسه، إذا افتتح مقهى مميز ومختلف عن أي مقهى آخر يقدم فيه مشروبات ساخنة وأيضا مخبوزات في ساحة واسعة للنقاش والحديث كما شاهد في مدن إيطاليا، ونجح متجره في زمن قياسي.

عروض عظيمة لـ “هوارد شولتر”

وبعد نجاح المقهى الخاص به في فترة وجيزة، عرضت شركة “ستاربكس” أن يعود للعمل بها مرة أخرى؛ بسبب تعثرها في السوق، كما تم عرض الشركة للبيع، التي قام “شولتز” بشرائها لامتلاكها علامة تجارية قديمة ومعروفة في السوق الأمريكي.

إقرأ أيضا

خطوة جيدة أم واقع آليم.. عن الهدنة في فلسطين

واستطاع “شولتز” أن ينفذ أفكاره في تقديم منتج مختلف ذو علامة تجارية معروفة، ونجح في شهرتها داخل الولايات المتحدة والعالم، كما طبق أسلوب “الفرانشايز” وبيع العلامة التجارية، وطرح الشركة في البورصة.

ستاربكس حول العالم

ثم بدأت تنتشر فروع “ستاربكس” حتى أصبحت توجد في أكثر من 60 دولة حول العالم، لتقدم الملايين من أكواب القهوة والمشروبات الساخنة ما جعلها تتربع على عرش المقاهي في العالم.

اقرأ أيضًا.. القصص وراء أشهر سلاسل مطاعم الوجبات السريعة في العالم