رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
79   مشاهدة  

بين التعليم الكلاسيكي وتوجه الدولة.. ما الذي حققه التعليم العالي خلال 10 سنوات الماضية ( حوار)

الجامعات الأهلية
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أطلقت الدولة المصرية العديد من البرامج التعليمية التي تهدف إلى رفع كفاءة التعليم الجامعي، ووفق ما ذكره وزير التعليم العالي الدكتور “أيمن عاشور” ، فإن الوزارة حققت خلال السنوات العشر الماضية طفرة من إعداد برامج تعليمية على غرار الجامعات العالمية، إلى جانب إنشاء عدد من الجامعات في إطار رؤية مصر 2030.

وحول ما ذكره وزير التعليم العالي فإن ” الميزان ” يحاور الكاتب الصحافي بالأهرام والمختص في شؤون التعليم العالي ” عبد الرحمن عبادي”، للوقوف على هذه البرامج التعليمية، والجامعات التي أنشأتها الدولة، وهل حققت هذه البرامج والجامعات المقصد؟

أنشأت الدولة الجامعات الأهلية خلال السنوات الأخيرة  فكيف ترى هذه الخطوة؟

 قبل الحديث عن الجامعات الأهلية، هناك مرحلة بدأتها الدولة عام 2018، وهي فكرة إنشاء الجامعة الدولية، وتمثلت في أربع جامعات وهم؛ جامعة الملك سلمان، وجامعة الجلالة، وجامعة العالمين الجديدة، وجامعة المنصورة الجديدة.

أُنشأت هذه الجامعات وفق مفهوم مواكبة ومشابهة منظومة التعليم العالمية الكبرى، لذلك فإن هناك توأمات بين هذه الجامعات وكبرى الجامعات العالمية.

ما هي الأسباب الجوهرية لإنشاء هذه الجامعات وهل هذه الجامعات تناسب الطالب المصري في ظل ارتفاع مصروفاتها؟ 

يعود تأسيس هذه الجامعات إلى سببين الأول: هو أن نتحول إلى منظومة جاذبة للوافدين فيمَا يسمى بالسياحة التعليمية، أمّا السبب الثاني: هو ترشيد استهلاك للعملات الأجنبية من خلال جذب عدد من الطلاب المصريين الذين يفضلون الدراسة في الخارج، فقد بلغ عددهم 30 ألف طالب سنويًا تقريبًا، فمن خلال هذه الجامعات التي توفر برامج تعليمية عالمية يمكن للطالب المصري الدراسة بها دون السفر إلى الخارج.

للإجابة على الشق الثاني من السؤال لا بد أن نتوقف على خطة هذه الجامعات منذ إنشائها، فالدولة  أنشأتها وفق شروط عدة منها؛ أن هذه الجامعات تغطي تكلفتها بنفسها، وأن تضع مصروفات العام الدراسي وفق تقديراتها وطبيعة البرامج التي يدرس بها الطالب، وعليه فإن هذه الجامعات منذ افتتاحها عام 2018 واجهت مشكلة كبيرة، وهي عدم قدرتها على تغطية تكاليفها، ومن ناحية أخرى صعوبة إبرام توأمات مع جامعات كبرى بسبب ارتفاع المصروفات التي لا تتناسب مع الطالب المصري.

ولنجاح هذه التجربة لا بد أن يعمل المسؤولون عن هذه الجامعات على وضع برامج جاذبة للطلاب الوافدين التي تستطيع دفع تكلفة الدراسة بها، كما تعمل على منح المنح لأوائل الثانوية العامة، والغير قادرين من المتميزين علميًا.

بعد إنشاء العديد من الجامعات الأهلية مؤخرًا .. ما الفكرة  التي من أجلها أُنشأت هذه الجامعات ؟ 

فكرة إنشاء الجامعات الأهلية فكرة قديمة، وتعود إلى العام 2007، وقد تبنى هذه الفكرة وزير التعليم العالي حينها الدكتور “هاني هلال”، أمّا عن الفكرة التي أُنشأت من أجلها هذه الجامعات، وهي ارتفاع تكلفة التعليم العالي لا سيما في الكليات الطبية والهندسية، وفي ظل عدم قدرة الدولة على تلبية متطلبات التعليم العالي قررت إنشاء هذه الجامعات.

ما المقصود من فكرة تغطية متطلبات التعليم العالي .. هل تعني أن الجامعات الأهلية تهدف إلى الربح؟!

وفقا لقانون تنظيم الجامعات الخاصة والأهلية، فإن هذه الجامعات لا تهدف إلى الربح، بل إن الهدف الأساسي من إنشائها هو دعم الجامعات الحكومية من خلال المصروفات وغيرها من الموارد، فكل جامعة حكومية لها الحق في إنشاء جامعة أهلية.
ويجدر الإشارة هنا إلى أن الجامعة الأهلية تنفصل عن الجامعة الحكومية من حيث هيكل الإدارة فكل جامعة لها إدارة مختصة بها، كذلك رئيس الجامعة، ويربط بين الجامعتين رئيس مجلس الأمناء فهو واحد في الجامعة الحكومية والجامعة الأهلية الخاصة بها.
هل نجحت الجامعات الأهلية فيمَا أخفقت فيه الجامعات الدولية ؟ 
بنسبة كبيرة نعم، فالجامعات الأهلية استطاعت احتواء جانب كبير من الطلاب المتطلعين للدراسة في الخارج لا سيما في المجالات الطبية والهندسية، كما أن الجامعات الأهلية جاذبة لطلاب السودان بعد الأحداث الأخيرة، كما أنها غطت احتياجاتها المادية واحتياجات الجامعات الحكومية ويمكننا أن القول أن الجامعات الأهلية بتصرف على 27 جامعة حكومية.
المناهج التعليمية في الجامعات الأهلية هي نفسها في الجامعات الحكومية أم قريبة من الجامعات الدولية؟ 
برامج الجامعات الأهلية برامج بينية قريبة من البرامج العالمية، لكنها للأسف محصورة في الدائرة التقليدية مثل برامج الطب والهندسة، وهذا يعود إلى رغبة المجتمع والإقبال على تلك الجامعات .
بعد النتائج الأولية التي حققتها الجامعات الأهلية .. ما الإجراءات أو الثغرات التي يجب على وزارة التعليم العالي تفاديها حتى تستمر هذه التجربة ؟ 
هناك عدة ثغرات أولها هو طاقم هيئة التدريس، حيث تعتمد الجامعات الأهلية على نفس الطاقم في الجامعة الحكومية، وهذا يؤدي إلى استنزاف طاقة المحاضر من ناحية ومن ناحية أخرى استنزاف موارد الجامعة الحكومية، لذلك يجب أن يكون هناك طاقم خاص بالجامعة الأهلية من حملة الماجستير والدكتوراه وهم كُثر وعلى كفاءة عالية .
النقطة الثانية تعود إلى المجموع؛ فمجموع الجامعة الأهلية هو نفس الجامعة الخاصة، مما يؤدي إلى كثرة عدد الطلاب، بل إنه حدث بالفعل حيث أن عدد الطلاب في الجامعات الأهلية أكثر من الجامعات الحكومية، وهذا يُنذِرُ بالخطر ، لأنه سيضر بسمعة الجامعة، بالتالي عدم إقبال الطلاب العربي والوفد عليها.
النقطة الثالثة التي يجب تفاديها تطوير البرامج ولا تقتصر على البرامج التقليدية مثل الطب والهندسة، وإنما يجب وضع برامج تعليمية تعتمد على نظرة مستقبلية لسوق العمل.

الدولة تتجه مؤخرًا  إلى الرقمنة وكليات علوم الحساب والتكنولوجيا.. فهل هذا يتفق مع ما توجه الشعب وسوق العمل ؟ 

هذه النقطة مربكة، مثلا نظرة الشعب في المجمل نظرة كلاسيكية بمعنى أنه يحتاج إلى شهادة دون النظر إلى ما يحتاجه سوق العمل، ومن ناحية أخرى هناك من يتجه إلى الكليات المطلوبة في سوق العمل فمثلا نرى تراجع كلية الصيدلة لصالح كلية العلاج الطبيعي، كذلك تراجع الهندسة لصالح علوم الحاسب. وأرى أن برامج الجامعات جزء من هذا إذ أن الجامعات تتوسع في البرامج الطبية أو ما يحتاجه الجمهور وسوق العمل، لكن ما يناسب هذه المرحلة لا يناسب غيرها ، فمن المفترض أن تنظر الجمعات نظرة مستقبلية، وإعداد الطالب لـما يحتاجه سوق العمل بعد 10 و 15 سنة.

هناك مشكلة متكررة يعاني منها حوالي 750 ألف طالب سنويًا وهي مشكلة طالب التعليم الفني الذي يود استكمال دراسته في الجامعة فهل هناك برامج أعدتها الدولة وخطة لحل هذه المشكلة ؟  

إقرأ أيضا
روايات عربية

بعض المدارس الفنية كالدبلوم التجاري والصناعي ليس لها قيمة هي بطالة مقنعة، لأن الطالب يمتلك شهادات لن تفيده مطلقًا، وإذا أراد استكمال دراسة فقديمًا كان يدخل المعاهد العليا كالعلوم الإدارية والإعلام والسياحة والفنادق  وهذا لا يتناسب معه كطالب فني، لذلك كان للدولة دور هام في تلك النقطة، إذ أنشأت 10 جامعات تكنولوجيا تستوعب طالب التعليم الفني وتقدم له دراسة جادة وحقيقية تتناسب معه وتأهله لسوق العمل.

وتسعى الدولة بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنشاء 17 جامعة تكنولوجية خلال الفترة القادمة ممولة بالكامل من صندوق تحيا مصر، وفي اعتقادي أن هذه الخطوة من بدايتها هي أفضل خطوة اتخذتها الدولة في مسار التعليم العالي، بسبب البرامج المتطورة التي يقوم الطالب بدراستها  من ناحية والبرامج التي من شأنها تدريب الطالب وتأهيله للالتحاق بسوق العمل وهذا يقضي على البطالة المقننة التي تلاحق المجتمع ؟

 

وأخيرًا مهما أنشأت الدولة من جامعات حتى وإن وصلت لأكثر من 100 جامعة سنرى زحام في المدرجات ذلك أن العدد الملتحق بالتعليم العالي سنويًا يتخطى المليون طالب من طلاب الثانوية العامة أو التعليم الفني وما يناظره .

اقرأ أيضًا :بين الدولة والطالب وسوق العمل .. هل نجحت تجربة مدارس التكنولوجيا في مصر

الكاتب

  • الجامعات الأهلية مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان