رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
117   مشاهدة  

قصة أول فتاة قاصر تقف أمام النائب العام المصري

منيرة ثابت
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



ثائرة منذ نعومة أظافرها، صريحة واضحة تعرف كيف تصل إلى أهدافها مباشرة، يحفظ التاريخ دورها في مناهضة الاحتلال البريطاني، عابت على الدستور المصري  و أرسلت رسالة قاسية إلى البرلمان تطالب فيه حقوقها وحقوق بنات جنسها، وقفت أمام النائب العام المصري كأول قاصر إنها منيرة ثابت.

منيرة ثابت ودور والدها وسعد زغلول في تكوين شخصيتها

ولدت منيرة ثابت بمدينة الإسكندرية عام 1906م لأم مصرية متعلمة و أب موظف في وزارة الداخلية، تلقت علوم المرحلة الابتدائية في مدرسة حكومية، وظهرت موهبة الكتابة في تلك الفترة، ويمكن القول أن موهبة الكتابة والتعبير عن آرائها في تلك المرحلة العمرية إنما نبعت من احتكاكها المباشر بأفكار والدها وصديقه سعد باشا زغلول، فتقول في مذكراتها : كان أبي وسعد زغلول من العوامل القوية التي دفعت بي مبكرًا إلى هذا الطريق، فقد تلقيت منهما الإيحاء الفكري والنفسي، فقد حدثني والدى كثيرًا في شئون المرأة في مصر وفي الخارج، وذكر لى بصفة خاصة تاريخ حركة النساء في إنجلترا، وقصة ثورتهن التي أدت إلى دخولهن البرلمان، وهكذا كان رحمه الله يوسوس لى بهذه المسائل الخطيرة، و يحشو بها رأسى الصغير حتى كاد ينفجر.

وأضافت:” وقد تلقفني الزعيم سعد زغلول وأنا على هذه الحالة في عام ١٩٢٤م ، إذ اتصلت به اتصالاً وثيقًا؛ فعطف على و شجعني، ثم أكمل بأحاديثه الشيقة معي  و تعبئة رأسي بالذرات الباقية في ميدان السياسة والنهضة النسوية الاجتماعية.

حق المساواة

وفي مرحلتها الثانوية تعلمت علمت مبادئ الإيطالية والإنجليزية في مدرسة إيطالية بالقاهرة، إلى جانب موهبتها الفذة في الكتابة، وبعد الانتهاء من مرحلة الثانوية أرادت أن تتعلم الحقوق لكن الأبواب أمامها مغلقة، فارتفع صوتها وطالبت صراحة بإعطاء المرأة المصرية حق المساواة مع الرجل في ممارسة الواجبات والحقوق الدستورية كناخبة ونائبة، وأخرجت ولهذا الغرض كتابها الأول “حقوق المرأة السياسية” ولم تكن أتمت بعد 17 من عمرها، فتقول عن مقالتها في تلك المرحلة: ” أتزعم حركة تشبه ثورة نساء الإنجليز، فأخذت فجأة أكتب و أبعث بعشرات المقالات للصحف العربية اليومية و الأسبوعية و أحيانًا الصحف الفرنسية، وفي هذه المقالات الأولى كنت أبدي رأيي في شئون مصر السياسية، وكنت أؤيد طبعًا سياسة الزعيم سعد زغلول وقد طالبت بحق الانتخاب للمرأة، ويحق العضوية فى المجلسين النيابيين “.

دراسة الحقوق

أصرت “منيرة ثابت” على دراسة القانون فالتحقت بمدرسة الحقوق الفرنسية التي كانت تعمل آنذاك في القاهرة، تفوقت في دراساتها وحصلت على شهادة الليسانس في الحقوق لتكون أول فتاة مصرية تحصل على هذه الشهادة لتقف بعد ذلك في المحاكم المختلطة كمحامية.

محاكمة الثائرة الصغيرة 

في عمر 17 إبان وجودها في المدرسة الثانوية، كانت “منيرة” تكتب مقالات ضد الاستعمار والحكومة، وعلى إثر كتاباتها المنددة بهذه الأنظمة الفاسدة استدعت الحكومة والمندوب السامي البريطاني وزير المعارف ومدير المدرسة الفرنسية لمنع الطالبة من الكتابة السياسية لكن مدير المدرسة رفض، وقال إن مدرسته تسير على غرار مدارس الحقوق في فرنسا التي تمنح تلاميذها حق الكتابة فى الصحف ومعارضة الحكومة والهجوم عليها أيضاً، وأن المحامى مهمته أن يدافع عن الشعب أولاً وقبل أن يدافع عن الأفراد.

وأمام إصرارها على فضح جرائم الاستعمار و خنوع الحكومة من _ وجهة نظرها_ في مقالاتها وجهت الحكومة لها تهم عدة وقفت على إثرها أمام النائب العام المصرى وهي تحت السن القانونية للعقاب، ليحقق معها بنفسه في جريمة قذف صحفي، وبحسب كتاب” صحافيات ثائرات” فإن التحقيق صادر من دار المندوب السامي البريطاني في مصر إلى رئيس الوزراء المصرى، الذى حوله إلى وزير الحقانية للتنفيذ.

إقرأ أيضا
مهرجان جِربة للسينما العربية

ثم وقفت” منيرة” بعد ذلك أمام محكمة باب الخلق و مندوبو الصحافة ووكالات الأنباء العالمية أول حدث تاريخي من نوعه وهو محاكمة فتاة صحفية ثائرة صغيرة بأمر الاستعمار البريطاني فقد طلبت الإمبراطورية العظمى تعذيب الفتاة منيرة ثابت، و حبسها وقفل جريدتها، و أنقذ الموقف – بعد مداولات طويلة أمام النيابة العامة- زكي باشا أبو السعود – وزير العدل في ذلك الحين ، وقرر الإفراج عن الفتاة لصغر سنها .

وفي نفس العام التحقت ” منيرة ثابت” بنقابة الصحافيين لتكون أول امرأة تلتحق بها وكذلك أول امرأة تترأس مجلة سياسية أمام الجميع ولم تتخلى عن أهدافها للدفاع عن الوطنوبنات جنسها.

 

الكاتب

  • منيرة ثابت مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان